أظهرت دراسة حديثة لمنظمة الأغذية و الزراعة فقدان وإهدار ما يقرب من أكثر من ثلث الغذاء عالميا. إن الحد من فقدان و إهدار الكثير من الغذاء من شأنه أن يقضي على الجوع و يحقق الأمن الغذائي في العالم على المدى الطويل. في بعض المناطق – مثل في الدول العربية – فإن الحد من فقدان وإهدار الغذاء مسألة حيوية حيث إن احتمالات زيادة إنتاجهم محدودة كما أنهم يعتمدون على الواردات لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية. بوجه عام، يهدر حوالي ثلثالطعام في المنطقة العربية.
على النقيض من بعض المناطق الأخرى، حيث يحدث إهدار الكثير من الغذاء أثناء الاستهلاك؛ ففي المنطقة العربية، فإن 44% من الفاقد الغذائي يحدث أثناء فترات ما قبل/ ما بعد الحصاد و 34% في مرحلة الاستهلاك. يعرض الجدول أدناه تقديرا للنسب المئوية للهدر في مجموعات السلع الغذائية في مراحل مختلفة من العملية فيما يتعلق بشمال إفريقيا وغرب آسيا وآسيا الوسطى.
النسبة المئوية للهدر المفترض / المقدر لكل مجموعة سلعية في كل خطوة من الأمن الغذائي والتغذية في شمال إفريقيا وغرب آسيا وآسيا الوسطى
المصدر: منظمة الأغذية و الزراعة ، 2011.
في مصر في عام 2006، أنشئ نموذج بنك الطعام ولقد أتى بنتائج كبيرة في إطعام الأسر المصرية التي تعاني من الجوع بينما تقلل في الوقت ذاته من كميات الغذاء المهدر داخل البلاد. لقد بدأ بنك الطعام المصري برنامج التوعية “ بعدم إهدار الطعام” بالتعاون مع جمعية الفنادق المصرية ، من خلال توزيع كافة الأطعمة غير المستخدمة أو التي لم تسمها يد التي توفرها الفنادق المشاركة وذلك لإطعام الأشخاص الذي يعانون من انعدام الأمن الغذائي ويعيشون في محيط تلك الفنادق. ولقد بدأوا في عام 2006 بتوزيع 22.1 مليون وجبة شهريا ؛ وبحلول عام 2013، ارتفع الرقم ليصل إلى 6.16 مليون وجبة في الشهر. كنتيجة لمثل هذا الاتصال والنجاح السريع، فإن بنك الطعام المصري يعمل حاليا مع بلدان مختلفة في المنطقة العربية – لبنان، الأردن والمملكة العربية السعودية ضمن بلدان أخرى- لفتح بنوك طعام تتبع مبادئ مماثلة.
لقد حدد بنك الطعام المصري بجرأة هدفه الرئيسي آلا وهو القضاء على الجوع في مصر بحلول عام 2020. ولتحقيق ذلك، سوف يستمر البنك في دعم وزيادة النجاحات الأساسية داخل مصر، وسوف يسعى أيضا لترسيخ هذه المبادئ في مشروعات في الدول المجاورة. تتمثل الخطوة الأولى في المعلومات و التثقيف. وتتضمن هذه الخطوة تقديم مفهوم بنك الطعام للمجتمعات وتأكيد دوره في مكافحة الجوع، مع نشر الوعي في الوقت ذاته – و بخاصة في القطاع الخاص – فيما يتصل بفقدان وإهدار الغذاء. وبمجرد تحالف المجتمع وتعيين الشركاء التنظيميين، من الضروري إيجاد حد أدنى من البنية التحتية مثل إقامة أماكن لتخزين الأغذية و / أو نقاط تجميع ونقل للطعام وذلك لضمان استمرارية بنك الطعام. إن التنسيق مع مجموعات المجتمع المدني والمتطوعين بالمجتمع ضروري أيضا ليعكس أولويات المجتمع وجعل تكاليف تلك الموارد منخفضة. وأخيرا، يهدف بنك الطعام المصري إلى الانتقال للخطوة التالية عن طريق رفع الوعي بين صناع السياسات والمؤسسات فيما يتصل بالإهدار في النظم الغذائية و أثره على الجوع ، وخاصة على المستوى المحلي.
المصدر: بنك الطعام المصري
في تجربة بنك الطعام المصري، تتعدد الآثار الإيجابية الغالبة لبرامج بنوك الطعام. يمكن أن تؤدي بنوك الطعام – والشبكات التي تطورها تلك البنوك - إلى خلق فرص عمل وتحسين التماسك الاجتماعي في شكل بنية تحتية ( أي الجوانب اللوجستية التي تجعل هذه البنوك تستمر في عملها) وشراكات ( بين المواطنين، القطاع الخاص، المجتمع المدني والمؤسسات العامة). تكتسب الأسر المستضعفة موردا جديدا للمساعدة في تعزيز قدرتهم على التحمل خلال الأوقات الصعبة ، كما يستفيد الأطفال من التوكيد على تلبية احتياجات التغذية الأساسية. إضافة لذلك، توجد أيضا مكاسب بيئة مهمة، عن طريق الحد من أن يلقى الغذاء المهدر في نهاية المطاف في مدافن القمامة. بوجه عام، تمتلك بنوك الطعام القدرة على المساهمة لتحقيق تنمية مستدامة شاملة للجميع بدرجة أكبر في ظل قدرتها على الحد من فقدان وإهدار الغذاء داخل المجتمعات مع تحسين عملية إتاحة الغذاء والتأكيد على جودته والقدرة على تحمل التكلفة بالنسبة للفقراء.
Photo Credit: Asmaa Waguih/Reuters