في السنوات الأخيرة، ضربت صدمات كبرى كثيرا من الشعوب و أجزاءً من العالم تتراوح بين الصراعات، أنماط الطقس غير المنتظمة، الزلزال، الجفاف و السيول وصولا إلى الارتفاع الكبير في أسعار الغذاء. في الوقت ذاته، يظل الفقراء والمجتمعات الفقيرة عرضة للصدمات التي قد تكون أصغر نطاقا – مثل الأمراض الناشئة والأغذية الملوثة – وإن كانت مدمرة للأسر المعيشية المتضررة. نحن نواجه عالما من الصدمات، المألوفة وغير المألوفة .
نحن ندرك أن بناء القدرة على تحمل الصدمات يعني مساعدة الأفراد والأسر المعيشية والمجتمعات و الدول على الاستعداد لهذه الصدمات ومواكبتها والتعافي منها بحيث تصبح في وضع أفضل. غير أننا لدينا استيعاب أقل لكيفية بناء نظم زراعية وغذائية، ونظم صحية ، ونظم اجتماعية، و هياكل إدارة و حكم مرنة والتي يمكن أن تمنع و تدير بشكل أفضل أنواعا مختلفة من الصدمات .
قام مؤتمر 2020، تحت عنوان “بناء القدرة على تحمل الصدمات المهددة للأمن الغذائي و التغذوي” المنعقد في أيار/ مايو 2014 بتقييم الصدمات الناشئة التي تهدد الأمن الغذائي و التغذوي، وناقش نهجا وأدوات لبناء القدرة على تحمل الصدمات، وحدد الفجوات المعرفية والثغرات في الإجراءات. إن بناء القدرة على تحمل الصدمات المهددة للأمن الغذائي والتغذوي يجمع مجموعة من الملخصات الإعلامية من المؤتمر التي تطرح وتجيب على العديد من الأسئلة بما في ذلك – هل أصبحت الصدمات متكررة بشكل أكبر؟ لماذا تتمتع بعض المجتمعات بقدرة أكبر على تحمل الصدمات أكثر من غيرها؟ ما أنواع التدخلات المطلوبة لتحول الأسر المعيشية من فئة معرضة للصدمات إلى فئة قادرة على الصمود والتحمل؟ كيف يمكن ضمان الأمن الغذائي و التغذوي للشعوب في وجه الصدمات المختلفة؟ ما الذي يُجدي لبناء القدرة على تحمل الصدمات؟
أصدر المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية مؤخرا كتاب بعنوان تحمل الصدمات المهددة للأمن الغذائي و التغذوي (باللغة الإنجليزية). يجيب الكتاب على الأسئلة أعلاه مع الاستفادة من مختلف التجارب الدولية وأفضل الممارسات اللاتي أبرزت من قبل الخبراء و صناع القرار في المؤتمر.