الإجراءات و المساءلة للتعجيل بوتيرة التقدم في مجال التغذية على مستوى العالم
إن التغذية الجيدة هي أساس رفاهية الإنسان. قبل الولادة وخلال الطفولة، تؤدي التغذية الجيدة إلى نمو وظائف المخ دون أي اعتلال وإلى نمو أجهزة المناعة بقوة أكبر. وبالنسبة للأطفال الصغار، فإن حالة التغذية الجيدة تحول دون الوفاة و تزود الجسم بما يمكنه من النمو بكامل إمكاناته.
وخلال دورة حياة الإنسان، تؤدي التغذية إلى التعلم بالمدرسة بفاعلية أكبر؛ كما أن الأمهات اللائي يحصلن على تغذية أفضل يضعن أطفالا يتمتعون بتغذية أفضل؛ وتجعل الكبار منتجين ويحصلون على رواتب أعلى. في متوسط العمر، توفر التغذية الأيض الذي يجعل المرء مستعدا بشكل أفضل لمنع الأمراض المرتبطة بالتغيرات في النظام الغذائي والنشاط البدني. في غياب تغذية جيدة، تبني حيوات الناس ومعيشتهم على أسس هشة كالرمال المتحركة.
إن التغذية الجيدة مهمة أيضا في أجندة التنمية المستدامة التي تتبلور في شكل أهداف التنمية المستدامة قيد النقاش حاليا. إن الحفاظ على التغذية الجيدة بشكل فطري يؤدي إلى تدفقها على امتداد دورة الحياة وعبر الأجيال. إن التغذية تدعم قدرة الفرد على الصمود في وجه الصدمات و حالات عدم اليقين التي يسببها تغير المناخ والتقلبات السعرية المفرطة. كما تدعم التغذية جيلا من الابتكارات المطلوبة لتلبية التحدي المشترك لتحسين حياة الأجيال الحالية والقادمة بأساليب تحقق الاستدامة البيئية.
قامت مجموعة من الدول والمنظمات والباحثين والأكاديميين، تحت قيادة المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، بإطلاق أول تقرير مفصل حول الصحة العالمية والتقدم القُطري في اتجاه الحد من سوء التغذية في سائر أنحاء العالم. يقدم تقرير التغذية العالمي (بالانجليزية) النمط العالمي إضافة إلى الأنماط القطرية فيما يتصل بالتغذية في كل من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة وعددها 193، كما يتضمن تقدما محددا لكل دولة. ولقد كان التقرير محور المؤتمر الدولي الثاني للتغذية الذي عُقد في روما في الفترة من 19 -21 نوفمبر، ونظمته كلا من منظمة الأغذية و الزراعة ( الفاو) ومنظمة الصحة العالمية.
إن تقرير التغذية العالمية هذا هو الأول في مجموعة من التقارير السنوية. يرصد التقرير التقدم العالمي في تحسين وضع التغذية؛ ويحدد الاختناقات التي تستلزم التغيير؛ ويبرز الفرص المتوافرة للتصرف؛ ويساهم في تعزيز المساءلة في مجال التغذية. إن هذه المجموعة من التقارير هي نتاج التزام الموقعين في مؤتمر قمة التغذية من أجل النمو في عام 2013. وتقوم مجموعة واسعة النطاق من أصحاب المصلحة بدعم التقرير ويقدمه مجموعة مستقلة من الخبراء بشراكة مع عدد كبير من المساهمين الخارجيين.
Photo Credit: IFPRI