من خلال التسلح بكلا من المعرفة و الالتزام بالعمل عبر تخصصات عدة، فإن الأفراد سيصبحون مجهزين بشكل أفضل لتوفير سياسات سليمة لمنطقة الشرق لأوسط و شمال إفريقيا تدعم الأمن الغذائي و التغذوي .
قامت كلية الزراعة و العلوم الغذائية بالجامعة الأمريكية في بيروت بإنشاء برنامج الأمن الغذائي في 2014 لدعم الأمن الغذائي و التغذوي عن طريق التعليم، و البحث، و العمل المجتمعي، و الممارسة المهنية الموجهة للسياسات. إن برنامج الأمن الغذائي هو أول برنامج أكاديمي على مستوى الدراسات العليا في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا يركز بوجه خاص على الأمن الغذائي و التغذوي. ويؤكد البرنامج على الطبيعة متعددة الاختصاصات للأمن الغذائي و التغذوي و التطبيق على السياسات و البرامج: وجود سياسات وبرامج سليمة و مُحكمة التنظيم مسألة أساسية للنهوض بالأمن الغذائي و التغذوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
لقد كشفت الأزمة العالمية في أسعار الغذاء في 2007 – 2008 و الاضطرابات اللاحقة في الدول العربية عن الآثار المدمرة لانعدام الأمن الغذائي على سبل العيش، الاستقرار السياسي، و صحة الإنسان. إن الضغوط السكانية المستمرة، تكثيف النظم الزراعية، العولمة و تكامل الأسواق، الحدود البيئية و التغير المناخي، والتحولات الغذائية سريعة التطور تتطلب تجديد الاهتمام و مواصلة الجهود لتحسين الأمن الغذائي و التغذوي ، و بخاصة في البلدان العربية.
للأسف، فإن وجود نهج شامل ومتعدد الاختصاصات في مجال الأمن الغذائي غالبا ما يكون مفقودا في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ، مازال الأمن الغذائي يتساوى مع الاكتفاء الذاتي الغذائي وتركز الحلول المقترحة بشدة على توسيع نطاق الإنتاج الزراعي. إن مثل هذه النظرة الضيقة للأمن الغذائي و التغذوي لا تناسب المنطقة، في ظل موارد محدودة من الأراضي و المياه؛ وتغفل هذه النظرة قضايا مهمة بما في ذلك إمكانية الحصول على الغذاء، الفاقد ما بعد الحصاد، الهدر الغذائي، سلامة الغذاء، الاستدامة البيئية، والعلاقة بقضايا الصحة الغذائية و التنمية الاقتصادية.
إن تعقد الأمن الغذائي و التغذوي يتطلب وجود واضعي سياسات و منفذي برامج متخصصين يتفهمون – أو على الأقل يدركون - العلاقات الترابطية بين الإنتاج الزراعي وسلاسل القيم، التغذية البشرية، التنمية الاقتصادية، وسلوك المستهلكين. من خلال التسلح بكلا من المعرفة و الالتزام بالعمل عبر تخصصات عدة، فإن الأفراد سيصبحون مجهزين بشكل أفضل لتوفير سياسات سليمة لمنطقة الشرق لأوسط و شمال إفريقيا تدعم الأمن الغذائي و التغذوي .
إن منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا هي موطن أكثر من 650 جامعة، 250 كلية هندسة، 140 كلية زراعة، و 20 كلية خاصة بالصحة العامة. غير أنه حتى مؤخرا، لم يكن هناك برنامج دراسات عليا يتناول الأمن الغذائي من خلال عدسة متعددة الاختصاصات ( الجمعية الدولية للجامعات، 2012).
لقد أنشئ برنامج الأمن الغذائي بالجامعة الأمريكية في بيروت لتلبية تلك الاحتياجات وسد الفجوة في التعليم على مستوى الدراسات العليا في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا. من خلال النهج الشامل و المنهج الدراسي الرائد، يقدم برنامج الأمن الغذائي فرصة فريدة للطلاب و أعضاء هيئة التدريس للتغلب على التفكير المجزأ، المشاركة عبر الاختصاصات ذات الصلة، والنظر في و مجابهة التحديات المعقدة في مجال الأمن الغذائي و التغذوي مع التركيز بشكل خاص على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من شأن برنامج الأمن الغذائي أن يثقف جيلا جديدا من القادة عن طريق برنامجين أكاديميين: برنامج مبتكر وهو دبلوم في الأمن الغذائي ، سيطلق في صيف 2015، وسيقدم أول برنامج أمن غذائي متعدد الاختصاصات في منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا، وسيخدم الأفراد الذين يسعون لتعزيز أو تكملة الأدوات التقنية و أدوات صنع القرار لديهم في مجال الأمن الغذائي. والثاني درجة الماجستير في الأمن الغذائي و سيطرح مع بداية عام 2016. وفيما يتعلق بالبحث، يضع برنامج الأمن الغذائي الأولوية للموضوعات المدفوعة بالطلب والتي ستعزز ليس فقط التعلم داخل الفصل لطلابنا، ولكنه سيدعم أيضا سياسات وبرامج الأمن الغذائي و التغذوي. و أخيرا، يسعى برنامج الأمن الغذائي إلى توجيه الجهود لترجمة البحث والتعليم إلى واقع والتدخل على المستوى المحلي، من خلال إشراك مجتمع الجامعة الأوسع نطاقا ( الطلاب، هيئة التدريس، والجهات المجاورة للجامعة الأمريكية في بيروت). ومن شأن هذه المشاركة المساعدة على رفع الوعي داخل و حول المجتمع الجامعي، والعمل من خلال مجتمع الطلاب و مع المنظمات الشريكة للنهوض بالأمن الغذائي و التغذوي مع مرور الوقت.