مع وجود واحد من كل ثلاثة أشخاص يعاني من سوء التغذية في العالم، فإن التغذية قوة دافعة قوية للتنمية المستدامة – وتمتلك القوة إما لدفع الأجندة للأمام أو سحبها للوراء.
إن الأطفال الذين يعانون في نموهم من التقزم، الأشخاص الذين لا يحظون بكميات كافية من الفيتامينات والمعادن تسمح لهم بحياة صحية، والكبار الذين يعانون من الوزن الزائد والسمنة – كلها أشكال مختلفة من سوء التغذية تؤثر على كل دولة على كوكب الأرض. إن مشكلة سوء التغذية كبيرة الحجم ومنتشرة بدرجة كافية لتهدد طموحات العالم بشأن التنمية المستدامة.
إن تقرير التغذية العالمي 2015 هو بطاقة تقييم لوضع التغذية في العالم – عالمياً، إقليمياً، وقطرياً – وللجهود المبذولة لتحسين هذا الوضع. يقوم التقرير بتقييم درجة تقدم الدول في تلبية أهداف التغذية العالمية التي وضعها مجلس الصحة العالمي. يوثق التقرير لدرجة تلبية الدول، والجهات المانحة للمساعدات، والمنظمات غير الحكومية، والمشروعات وغيرها للالتزامات والتعهدات المقدمة أثناء قمة التغذية من أجل النمو في العام 2013. ويعرض التقرير أيضا للإجراءات التي ثبت فعاليتها في مكافحة سوء التغذية بكل أشكالها.
يوضح تقرير 2015 أن التقدم على الصعيد العالمي للحد من سوء التغذية سار بوتيرة بطيئة وغير منتظمة. فما يقرب من نصف دول العالم يواجه أعباءً متعددة خطيرة لسوء التغذية، مثل النمو الضعيف للأطفال، النقص في المغذيات الدقيقة، والوزن الزائد والسمنة عند الكبار. ولا توجد دولة واحدة تسير على مسار تحقيق أهداف التغذية العالمية التي وضعها مجلس الصحة العالمي.
إن تقرير التغذية العالمي 2015، وهو الثاني في سلسلة سنوية، يبرز أيضا العلاقة الجوهرية بين التغير المناخي والتغذية، وكذلك الدور المحوري الذي يمكن أن تقوم به المشروعات والأعمال في النهوض بالتغذية. وينظر التقرير إلى الطرق التي يمكن ان تستخدمها الدول لبناء نظم غذائية داعمة للتغذية بشكل أفضل ومستدامة.
مع وجود وفرة من البيانات والتحليل، يهدف التقرير إلى تحسين منظومة المساءلة بين الحكومات، المؤسسات، الأعمال و غيرهم مِن مَن تؤثر أعمالهم على تغذية الناس. ويصحب التقرير بيانات موسعة إضافية عبر الانترنت، بما في ذلك الخصائص التغذوية لعدد 193 دول، 6 أقاليم، و22 إقليميا فرعيا.