قام مكتب منظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا وأمانة لجنة الأمن الغذائي العالمي بتنظيم الحلقة التطبيقية الإقليمية الرابعة لأصحاب المصلحة المتعددين حول الأمن الغذائي والتغذية خلال الفترة من 28-29 نيسان/ أبريل 2015 في عمان، الأردن.
ولقد أقيمت الحلقة التطبيقية بالتعاون مع المكتب الإقليمي لبرنامج الغذاء العالمي للشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، وأوروبا الشرقية، وآسيا الوسطى، وتحت رعاية معالي رئيس وزراء الأردن، د. عبدالله النسور، ومن خلال مشاركة عدة سفراء/ ممثلين دائمين لمجموعة الشرق الأدنى في الوكالات التي تتخذ روما مقراً لها.
وشارك في الحلقة التطبيقية التي نظمت في عمان لمدة يومين شركاء من الفريق العامل المواضيعي لآلية التنسيق الإقليمية المعني بالأمن الغذائي والتغذية، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ( الاسكوا)، جامعة الدول العربية، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ، ضمن آخرين. ولقد أصبحت هذه الفاعلية منصة مهمة لحوار السياسات مما يوفر فرصة للدول الأعضاء، المانحين، المؤسسات المالية، المنظمات الإقليمية، منظمات المجتمع المدني، القطاع الخاص، منظومة الأمم المتحدة، المؤسسات الأكاديمية والبحثية، ومشاركين آخرين لمناقشة الأمن الغذائي والتغذية.
قدمت الحلقة التطبيقية منصة ناقش المشاركون من خلالها تحديات الأمن الغذائي والتغذية في المنطقة واقترحوا حلولاً ستصب في العمليات العالمية عن طريق الدورات السنوية للجنة الأمن الغذائي العالمي. كما نوقش أيضا آليات لتنسيق أكبر على الأصعدة الإقليمية والوطنية لتحقيق الهدف العام للأمن الغذائي والتغذوي.
تضمنت الموضوعات ذات الأهمية الخاصة التي نوقشت هذا العام أثر عدم الاستقرار الإقليمي المتزايد بسبب الصراع، انعدام الأمن المدني، والأزمات الممتدة؛ دور الحماية الاجتماعية والدور المهم لوضع سياسات قائمة على الأدلة والبراهين خاصة بالأمن الغذائي والتغذوي. “ إن الصراعات/ عدم الاستقرار في اجزاء كثيرة من المنطقة تستمر في التأثير على الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية، وسيكون لها أثر دائم على الأمن الغذائي والتغذية على المستوى الإقليمي وكذلك التنمية على المدى الطويل في المنطقة” كما قرر محمد الظهير، اقتصادي متحصص بالنظم الغذائية الإقليمية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، منظمة الأغذية والزراعة. وكان موضوع “ إطار عمل للأمن الغذائي والتغذية في الأزمات الممتدة” ( والذي سيصادق عليه في الدورة 42 للجنة الأمن الغذائي العالمي في تشرين الأول/ أكتوبر 2015)، و دلالات السياسة والبرامج والمتابعة المتصلة بالإطار قيد النقاش هذا العام.
كما ناقش المشاركون “ إعلان المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية “ وخطة العمل المصاحبة لها ( التي أقرت في تشرين الثاني/نوفمبر 2014) لتحقيق الأمن التغذوي في المنطقة؛ مبادئ الاستثمار الجاد وآثاره من منظور المؤسسات الإقليمية وبلدان المنطقة. ومن الموضوعات الأخرى المثيرة للاهتمام الاستراتيجيات الإقليمية للحد من فاقد الأغذية والهدر الغذائي.
ألقي الضوء أيضا على عدة توصيات من الحلقة التطبيقية السابقة والتي نُفذت بالفعل. من ضمن التوصيات الأساسية لهذا العام ما يلي:
o كما أوضحت البحوث الحديثة، فإن انعدام الأمن الغذائي هو أحد أسباب الصراع في المنطقة. ويتعين على صناع السياسات والأطراف الفاعلة في مجال التنمية النظر بشكل أفضل في تعقد الصراعات المستمرة و العناصر المحفزة ومشاكل الأمن الغذائي والتغذية المصاحبة، كعنصر مهم في اتخاذ قرارات بشأن السياسات وقرارات استراتيجية.
o يتعين على الحكومات الاشتراك مع جميع الوزارات ذات الصلة ( والتي قد تتضمن وزارات الزراعة، الصحة، التخطيط، والتربية والتعليم، ضمن وزارات أخرى) في التنفيذ المشترك لالتزامات المؤتمر الدولي الثاني حول التغذية فيما يتعلق بالتغذية.
o يجب أن تعطي الحكومات أولوية لخلق بيئة مُمكنة للاستثمار الجاد في الزراعة والنظم الغذائية عن طريق إصلاح السياسات، والاستثمار العام في البنية التحتية لتسهيل النفاذ للأسواق، مما يضمن حقوق الحيازة، بما في ذلك في أوقات الأزمات.
o يجب أن تكثف الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة من عملية التشبيك الإقليمي كآلية للمعرفة، الخبرة، أفضل الممارسات وتبادل البيانات والمعلومات، وتعمل على توحيد الجهود وتتبع التقدم في مجال الحد من فاقد الأغذية والهدر الغذائي. وهناك مثال واعد يتمثل في مبادرة أداة التحليل للأمن الغذائي والتغذوي الخاصة بالحيز الإلكتروني العربي، والتي تعرض أدوات ومدونة متخصصة.
ولقد أقرت الحلقة التطبيقية الدور المهم للحوار والتبادل بين أصحاب المصلحة في المنطقة بشكل متكرر، مع الإشارة إلى حتمية تحويل التوصيات إلى إجراءات فعالة من أجل تحقيق أمن غذائي مُحسن وتغذية أفضل.
إن جميع الوثائق الأساسية، والعروض التقديمية، والمواد المرجعية للحلقة التطبيقية متاحة
إن الفريق العامل المواضيعي المعني بالأمن الغذائي والتغذية هو شبكة من المنظمات التي تنهض بالحوار حول سياسات الأمن الغذائي كجزء من آلية التنسيق الإقليمية لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة في المنطقة.