إعداد:- مسنات الحياري، مديرة إدارة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، المركز الوطني للبحوث والإرشاد الزراعي - الأردن
April 15, 2018
مع وجود أكثر من 20 مليون شجرة زيتون في جميع أنحاء المملكة، تعتبر الأردن من بين أكبر عشر دول منتجة للزيتون في العالم. وتشغل أشجار الزيتون 130,000 هكتارا من إجمالي أراضي البلاد. ويُزرع حوالي 78٪ من أشجار الزيتون في المناطق المروية بالمطر حيث يزيد معدل هطول الأمطار عن 300 ملم، ويُزرع الباقي في الأماكن المروية. يعد استهلاك أشجار الزيتون المُعمرة من المياه منخفضا نسبيا مقارنة بمحاصيل الأشجار الأخرى، ومعظمها غير مروية في الأردن.
تُعد شجرة الزيتون أهم شجرة فاكهة تُزرع في الأردن؛ وتغطي أشجار الزيتون حوالي 72٪ من المساحة الكلية المزروعة بأشجار الفاكهة و36٪ من إجمالي المساحة المزروعة (يتم حصاد 80٪ من مجموع صنف الزيتون لأغراض استخراج زيت الزيتون و20٪ لزيتون المائدة). وحقق الأردن الاكتفاء الذاتي من الزيتون وزيت الزيتون منذ عام 2000.
وتنتمي أعداد كبيرة من مزارع الزيتون إلى أصحاب الحيازات الصغيرة والمتوسطة، والتي تعتبر مصدر دخل للعديد من الأسر الأردنية، وتوفر العديد من فرص العمل الموسمية. تتحصل حوالي 180,000 من الأسر على ﺑﻌﺾ أو كامل دخلها ﻣﻦ إﻧﺘﺎج الزﻳﺘﻮن. وتقع 80٪ من الأشجار المنتجة في البلاد في منطقتين إنتاجيتين رئيسيتين: الجبال الغربية (منطقة أمطار)، وتضم 76٪ من مزارع الزيتون، والمنطقة الشرقية (منطقة مروية) بنسبة 24٪.
كما يعتبر قطاع الزيتون من أهم القطاعات الزراعية في الأردن، وتبلغ قيمة الاستثمارات في هذا القطاع أكثر من 1.5 مليار دولار أمريكي. ولقد أظهرت مصفوفة تحليل السياسات (جدول 1) أن زيت الزيتون (من حيث الزيتون الطازج) لا يتمتع بميزة نسبية؛ كما أن تكاليف الموارد المحلية أعلى من واحد. ويمكن أن يكون إنتاج الزيتون في الأردن منافسا إذا قللنا من التكاليف الاجتماعية للموارد المحلية أو خفضنا من التكاليف الاجتماعية للمدخلات القابلة للتداول. إن دعم البحوث للحد من تكاليف الإنتاج، وإدخال أنواع جديدة عالية الإنتاجية، وتطوير تكنولوجيات زراعية متطورة من شأنها أن تؤدي إلى خفض تكاليف الإنتاج وزيادة إنتاجية المحصول، مما سيزيد من تنافسية الزيتون.
إن مُعْامل الحماية الفعال لمحصول الزيتون أكبر من واحد. فقد بلغ 1.43 في محافظة مادبا، و1.44 في محافظة جرش، و1.79 في محافظة إربد، و1.38 في محافظة البلقاء، و1.78 في محافظة عمان، و1.43 في محافظة المفرق. ويعني ذلك أن هناك حوافزا للمنتج الزراعي كنتيجة للأثر السلبي لسياسة دعم المدخلات والمخرجات الزراعية.
جدول (1): مؤشرات تأثير التنافسية والكفاءة والسياسة العامة لمحصول الزيتون
إن مُعاملات الحماية الاسمية للمدخلات أقل من واحد، حيث بلغت حوالي 0.64 في محافظة مادبا و0.95 في محافظة جرش، و0.89 في إربد، و0.88 في محافظة البلقاء، و0.98 في محافظة عمان، و0.70 في محافظة المفرق. ويعني ذلك أن هناك انخفاضا في التكاليف التي يدفعها منتجو الزيتون نتيجة لدعم السياسة المقدمة لهم، وأن الأسعار المحلية للمدخلات أقل من الأسعار العالمية.
بلغ معدل إنتاج زيت الزيتون لكل دونم 63.5 كجم، وبلغ متوسط سعر الزيتون 1.4 دولار أمريكي / كجم، في حين بلغ متوسط سعر بيع زيت الزيتون 4.2 دولار أمريكي / كجم. وهناك فرص لدى الأردن لتطوير هذا القطاع، حيث تحتل الأردن المرتبة الثامنة في إنتاج الزيتون على مستوى العالم، ولكن هناك بعض المشاكل في تسويق زيت الزيتون بسبب عدم وجود كيان مسؤول عن تسعير زيت الزيتون وتسويقه، وكذلك ارتفاع تكاليف التشغيل. ولذلك، تبرز الحاجة لتفعيل دور وزارة الزراعة (المشورة التقنية والمعالجة والدعم ومدخلات الإنتاج) وإصدار تشريع لخدمة هذا القطاع.
المراجع:
الحياري، مسنات عبد الحليم. "تقييم تنافسية إنتاج الزيتون في الأردن، مصفوفة تحليل سياسة إنتاج الزيتون". مجلة الدراسات في الإدارة والتخطيط 1، رقم 2 (آذار/ مارس 2015): 19-29.
الحيارى، مسنات عبدالحليم. الخصائص الاقتصادية والاجتماعية لمزارعي الزيتون ودراسة ميزانية مشروعات محصول الزيتون في المملكة الأردنية الهاشمية. مديرية الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، المركز الوطني للبحوث والإرشاد الزراعي (NCARE). عمان، 2011.