December 20, 2018
عبد الواحد مكرد، وزارة التخطيط والتعاون الدولي
عبد الرحمن بامطرف، جامعة حضرموت
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ة
تفتقر اليمن إلى قاعدة بيانات تفاعلية شاملة تتناول مشروعات الأمن الغذائي والتغذوي وترصد مؤشرات أهداف التنمية المستدامة منذ فترة طويلة. وقد قامت الأمانة الفنية المعنية بالأمن الغذائي والأمانة العامة المعنية بتوسيع نطاق التغذية، بدعم من كل من الوكالة الألمانية للتعاون التقني والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، بمعالجة هذه الفجوة عن طريق بناء أداة "خريطة اليمن التفاعلية". ويُعد تطبيق الخارطة اليمنية بمثابة إنجاز مرحلي نحو تحقيق المزيد من التنسيق في تخطيط المشروعات والسياسات القائمة على دلائل وشواهد في اليمن. وتُعتبر خريطة اليمن التفاعلية بمثابة أداة سهلة الاستخدام قائمة على شبكة الانترنت تهدف إلى إتاحة المعلومات والبيانات المتعلقة بمشروعات التنمية والتطوير في متناول المستخدم. وعلى سبيل المثال، يتسنى للمستخدم البحث عن مشروعات التنمية والتطوير حسب المحافظات، والفئات، والأطراف الدولية الشريكة، مع إمكانية إقامة روابط واضحة بين هذه المشروعات من جهة ومؤشرات التنمية، من قبيل انتشار ظاهرة الجوع والتقزم، من جهة أخرى.ة
وتُعد مبادرة خريطة اليمن التفاعلية بمثابة خطوة رئيسية نحو تنسيق مشروعات التنمية والإغاثة الإنسانية استناداً إلى البيانات المتاحة. وحتى الوقت الراهن، ينطوي مجال إتاحة المعلومات والبيانات على إشكاليات في اليمن. ويتصف نظام التوثيق بالطابع التقليدي، كما يعتمد على حفظ الوثائق في نسخ مطبوعة. وفي العديد من الحالات، تتعرض هذه الملفات للإضاعة أو يتم تجاهلها بعد انتهاء المشروعات أو في أعقاب تغيير طاقم الإدارة أو فريق العمل المعني. وتشيع الحالات التي تنطوي على تقييد فرص إتاحة الوثائق في العديد من المكاتب الحكومية. وتستحيل تقريباً محاولة الحصول على معلومات بخصوص المشروعات المنتهية بعد انقضاء عشر سنوات على توقفها. وينحصر المصدر المعلوماتي الأوحد في المواقع الالكترونية التابعة للوكالات الإنمائية أو المنظمات الدولية وذلك بشأن المشروعات التي جرى تنفيذها في ظل رعاية أو دعم هذه الجهات المانحة أو المنظمات غير الحكومية الدولية. ولا يقتصر هذا الوضع المأساوي على المشروعات الإنمائية فحسب، وإنما يتسع نطاق هذه الإشكالية بشكل منهجي لتشمل قطاع واسع من الخدمات العامة، من قبيل التعليم والصحة والخدمة المدنية وسجلات الموظفين.ة
وكخطوة نحو تعزيز مستقبل البيانات الرقمية في اليمن، تم إطلاق خريطة اليمن التفاعلية في الحادي والعشرين (٢١) من نوفمبر/ تشرين الثاني عام ٢٠١٨. وخلال مرحلة الإطلاق، تم عرض المشروعات والمؤشرات الرئيسية ذات الصلة بالوضع الغذائي والتغذوي بهدف إطلاع جمهور العامة على المشروعات الجاري تنفيذها وعلى الوضع الغذائي والتغذوي. وساد اتفاق واسع النطاق بشأن دلالة خريطة اليمن التفاعلية باعتبارها خطوة كبيرة يتم اتخاذها في الاتجاه الصحيح، مع التأكيد على أهمية مواصلة هذه الجهود. وثمة احتياج بارز إلى مواصلة تحديث هذه الأداة التفاعلية وإلى إضافة المزيد من البيانات المتعلقة بمشروعات التنمية والإغاثة الإنسانية. وعلاوة على ما تقدم، ثمة احتياج إلى إضفاء الطابع المؤسسي على نظام محدد داخل كل من الأمانة الفنية المعنية بالأمن الغذائي والأمانة العامة المعنية بتوسيع نطاق التغذية. وجنباً إلى جنب مع الشركاء الإنمائيين الرئيسيين العاملين في مجال الأمن الغذائي والتغذوي، يتسنى لهذا النظام إقرار الإجراءات اللازمة لتلقي البيانات من شركاء التنمية ومن المكاتب الحكومية على أساس منتظم بهدف تدعيم وتحديث خريطة اليمن التفاعلية على الأجلين المتوسط والطويل.ة
ولقد أشاعت خريطة اليمن التفاعلية مشاعر الإثارة على نطاق كبير، مع اتساع المجال أمامها للاضطلاع بدور بارز في تدعيم وتحسين المبادرات المعنية بإعادة التعمير في أعقاب انتهاء الصراع والمتعلقة بالارتقاء بالوضع الغذائي والتغذوي. وعلى سبيل المثال، يمكن الاستعانة بالبيانات ذات الصلة بالمشروعات الزراعية والمتعلقة بالوضع الغذائي والتغذوي باعتبارها أداة لتدعيم القائمين على عمليتي التخطيط وصنع القرارات في المجال الزراعي بما يكفل تحديد المناطق التي تعاني الحرمان من مشروعات التنمية الزراعية والتي ترزح تحت وطأة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وذلك في زمن قياسي. وبالإضافة إلى ما سبق، يتسنى لصناع السياسات المعنيين بقطاع تجارة المواد الغذائية وقطاع التنمية الصناعية الاستفادة من خريطة اليمن التفاعلية. على سبيل المثال، عن طريق مقارنة البيانات ذات الصلة بأسعار المواد الغذائية المحلية، والبنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية القائمة على الصعيد المحلي، والمشروعات التنموية، يتسنى للقائمين على عملية التخطيط تحديد العقبات التي تعترض السوق مع تخصيص الاستثمارات اللازمة في مجال البينة التحتية.ة
ويجري في الوقت الراهن صياغة خطط في إطار الأمانتين المشار إليهما بما يضمن استدامة أداة خريطة اليمن التفاعلية وبما يكفل تحديثها على أساس منتظم، وبحيث تضطلع الأداة بدور رئيسي في مجال التنمية في اليمن في مرحلة ما بعد الصراع.ة