September 16, 2019
كتارلا تايلور – متخصص اول تنظيم فعاليات ، المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ة
تظل الحرب في اليمن كارثة مستمرة يقاسي ويلاتها الشعب اليمني، فاليوم يحتاج أكثر من 80٪ من السكان إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية، وبالتالي فهي من أسوأ الأزمات في العالم، وهذا وفقًا لما ورد في تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية. ومع معاناة ثلثي الأحياء اليمنية من أوضاع ما قبل المجاعة، ومعاناة 20 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، فقد أصبحت كيفية الوصول لأفضل سُبل تقديم المساعدات الغذائية أمرًا بالغ الأهمية. أقام المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية في 5 سبتمبر/ أيلول ندوة استعرض خلالها نتائج وآثار دراسة عن تقييم أثر برنامج النقد المشروط بالتغذية في اليمن الذي أجراه المعهد، حيث يوفر هذا البرنامج تحويلات نقدية مصحوبة بتوعية تغذوية للمستفيدين منه.ه
قالت سيكاندرا كوردي، زميلة بحوث مشاركة في البحوث في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية وهي واحدة من مؤلفي هذا التقرير "يعتبر النزاع من المسببات الرئيسية لانعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، ونحن مهتمون بآثار التحويلات النقدية في أوضاع النزاع بالتحديد حيث أصبحت وسيلة شائعة يزداد استخدامها لتقديم المساعدات الإنسانية".ه
استعرض التقييم نتائج إحدى مجموعات المعالجة التي تلقت تحويلات نقدية، للتعرف على نتائج استهلاك الغذاء والتنوع الغذائي. و قد تبين أن الأسر المعيشية كانت تنفق نسبة كبيرة من التحويلات النقدية لزيادة مشترياتها الغذائية. وأوضحت كوردي أن هذه المجموعة قد استهلكت كميات كبيرة من الحليب والبيض والفواكه والخضروات تزيد عن الكميات التي تستهلكها الأسر المعيشية المقارنة. وبالتالي، فإن الجمع بين التحويلات النقدية والتوعية التغذوية له آثارًا إيجابيًة على الإجراءات والوسائل الأساسية لتغذية الأطفال والأمهات. ه
وأضافت كوردى أن مكون التوعية التغذوية قد ركز على أهمية التغذية التكميلية والبروتينات الحيوانية للأطفال، وقد ساهم ذلك بدوره في فعالية البرنامج، حيث حقق آثارًا ملحوظة على التنوع الغذائي وزيادة النتائج التغذوية للأطفال. بالإضافة إلى ذلك، كشف من تمت توعيتهم بمعرفة المرشدين الصحيين في المجتمع المحلي أو بالمشاركة في دورات تدريبية عن آثارًا غير مباشرة ، لكنهم لم يكونوا ضمن المجموعة التي تتلقى تحويلات نقدية، وهو ما يشير إلى عدم الاكتراث لأثر النتائج، طبقا لما اتضح من التحسينات التي لُوحظت في النتائج السلوكية بين الأسر المعيشية التي تتضمنها مجموعة المقارنة.ه
وفي ظل استمرار شدة النزاعات في اليمن، توجد عدة منظمات دولية تعمل على أرض الواقع في اليمن ومن بينها البنك الدولي. أوضح ياشودهان غورباد، خبير اقتصادي في البنك الدولي، أن المشروع الطارئ للاستجابة للأزمات في اليمن هو أول مشروع ينفذه البنك من هذا النوع، حيث يعمل في بلد يعاني بأكمله من النزاعات. وأضاف غورباد أن هذا المشروع يركز على الشراكات مع المؤسسات الوطنية لتحقيق الأثر المستدام، ومن هذه المؤسسات الصندوق الاجتماعي للتنمية باليمن الذي اكتسب حياديته ومصداقيته مع مرور الوقت، وبفضل دعمه المستمر للبلاد خلال فترتي ما قبل وما بعد النزاع، تمكن من الحفاظ على تواجده الدائم بها، وبالتالي فهو يختلف عن التدخلات الإنسانية العادية التي قد تنتهي مع انحسار الأزمة. ه
وأشار إلى أسباب مشاركة البنك الدولي قائلا: "يتزايد تواجد الفقراء في البلدان الهشة والمتأثرة بالنزاعات، كما ينخفض معدل الفقر بوتيرة بطيئة في هذه البلدان. لذا، عند اعتزام المشاركة في خطط الحد من الفقر، ينبغي التركيز في المقام الأول على البلدان التي تعاني من الهشاشة والنزاع والعنف. وأضاف أن العمل في مثل هذه البيئات تصاحبه عدة تحديات، ومنها على سبيل المثال، السلامة وهياكل الحوكمة غير الواضحة وتحويل الموارد وممارسات الفساد ومخاطر نشوب نزاعات في المستقبل و كذلك تسؤلات حول استدامة التدخلات. ه
تحدثت لميس العرياني، رئيسة وحدة التقييم في الصندوق الاجتماعي للتنمية باليمن، في إيجاز عن بعض الإنجازات الجديدة للصندوق، ومنها استفادة أكثر من 200 ألف أسرة معيشية من المكافآت النقدية منذ عام 2016. كما ساهم الصندوق في تمكين المجتمعات المحلية الريفية، من خلال المساعدة في إنشاء أكثر من 3000 منظمة مجتمعية وتوظيف أكثر من 11 ألف شاب و3600 مرشد مجتمعي.ه
وبينما توصلت دراسة تقييم الأثر إلى نتائج إيجابية بشكل عام، علقت دومينيك فان دي وال، باحث زائر في مركز التنمية العالمية، على المجالات التي يمكن تحسينها في البرامج المستقبلية. وأضافت أن زيادة تنوع علاج الأسر المعيشية بناءً على درجة تأثرها بالنزاعات هو أحد هذه المجالات. وأوضحت أن فصل آثار التعليم عن آثار التحويلات يمكن أن يعزز مثل هذه التقييمات. وقالت إن التقييمات قد لا تتضمن إجابة على السؤال التالي: هل التحويلات النقدية أو المساعدات الغذائية المباشرة هي أفضل صورة للمساعدات في الأزمات الإنسانية، وذلك نظرًا لوجود العديد من العوامل المساهمة في هذا السياق، مثل النظام المصرفي الفعال. ه
قال يعقوب كورتزر، نائب مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وزميل البحوث الأول "أعتقد أن أنواع البرامج التي تحاول تلبية حاجة معينة، مع الارتباط في الوقت نفسه بمختلف العناصر الأخرى للاستجابة الإنسانية، ضرورية للغاية". وأضاف أن برنامج النقد المشروط بالتغذية في اليمن يتناول كافة أوجه الاستجابة الإنسانية (الغذاء والتعليم والتغذية وسبل كسب العيش)، رغم أن يستهدف التغذية على وجه الخصوص. ه