الحل لمواجهة التحديات المُتعلقة بالمياه و الطاقة و الأمن الغذائي: بناء جسور!ه
١ اكتوبر ٢٠١٩
د. باسل ضاهر
باحث مشارك بقسم الهندسة البيولوجية والزراعية، معهد الطاقة بجلمعة تكساس إيه آند إم
زميل أبحاث، معهد تكنولوجيا العلوم والسياسات العامة، كلية بوش للإدارة والخدمة العامة، جامعة تكساس إم آند إيه
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ة
إن التحديات الكُبرى التي تواجه عالمنا اليوم –بما فيها انعدام الأمن المائي، وأمن الطاقة، والأمن الغذائي- تحديات مُعقدة ومُترابطة ارتباطًا وثيقًا، ويتطلب التعامل معها العمل في مُختلف التخصصات؛ للتوصل إلى حلول مُبتكرة مُتعددة الأوجه تُراعي الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والأبعاد ذات الصلة بالسياسات لهذه التحديات، كما يجب أن يكون هناك تعاونًا في إيجاد هذه الحلول بالانخراط مع مُختلف أطياف الأطراف المعنية التي تحكم، وتستهلك، وتدير سلاسل إمدادات نظم الموارد.ه
أهداف التنمية المُستدامة المُتعلقة بالمياه والطاقة والغذاء:ه
يفتقر حاليًا 785 مليون شخص إلى خدمات الشرب الأساسية، و1،1 مليار إلى الطاقة، بينما يُعاني حوالي 815 مليون من نقصٍ حاد في التغذية (الفاو، 2017، ستيفان وآخرون، 2018)، ومن المتوقع أن يصل تعداد سكان العالم إلى 8،6 مليار نسمة بحلول عام 2030 وهو ما يقترن بصيحات حول ارتفاع درجات الحرارة بـ 1،5 درجة مئوية عن الاحتباس الحراري الحالي، بالإضافة إلى الآثار المُترتبة على أمن الموارد، والزيادة المتوقعة في الطلب على المياه (+55%)، والطاقة (+80%)، والغذاء (+60%) بحلول عام 2050 والتي تُمثل ضغطًا لا يُستهان به على نظم الموارد بل يُهدد استدامتها.ه
في سبتمبر 2015، تعهد قادة العالم على الالتزام بسبعة عشر هدفًا وهي أهداف التنمية المُستدامة التي تُعد جزءًا من خُطة التنمية المُتسدامة لعام 2030، ولكل هدف قائمة من الغايات القابلة للقياس يتعين تحقيقها على مدار الخمس عشرة سنة المُقبلة.ه
الأهداف المُتشابكة للمياه والطاقة والغذاء وتفاعل الجهات الحكومية والتجارية ومنظمات المُجتمع المدني (ضاهر وآخرون، 2018)ه
وبينما تعمل الشعوب على تحقيق هذه الخُطة ، تنشأ مخاطر بمُنافسة مُحتملة بين بعض الغايات وهو ما قد يؤدي إلى عواقب غير مُتعمدة تُعيق التقدم نحو تحقيق الأهداف، فكل إستراتيجية تؤثر مُباشرة على الأخرى، وكما هو من المُهم أن نعمل على تحقيق السبعة عشر هدف فمن المُهم أيضًا أن نفهم مدى تشابك هذه الأهداف وإمكانية مُنافستها بعضها البعض، على سبيل المثال، الأهداف الثلاثة الغاية في الترابط المياه، والطاقة، والغذاء (2، و6، و7).ه
العوائق القائمة وسبل التغلب عليها:ه
وبالنظر إلى الضغوط المُتزايدة التي تواجه نظم الموارد المُتشابكة اليوم، لا يُمكننا التخطيط في عُزلة عن الواقع، فيجب أن نبني على الدروس المُستفادة من دراسات الحالة على مستوى العالم ونُحدث أدواتنا ونهجنا وأن نضع حُططًا تتسق مع فهمنا لمستوى تشابك تحديات الموارد، ونخلق البيئة اللازمة لـ 1) إجراء الابحاث المُتعدد التخصصات اللازمة، 2) التعاون بين القطاعات، 3) كما يُساعد تحقيق المستوى اللازم من المُشاركة وتبادل المعلومات بين الباحثين والأطراف المعنية من مُختلف القطاعات على الوصول لهذا الهدف. هناك حاجة إلى الاستثمار في ثلاثة أنواع من الجسور:ه
جسور بين الباحثين من مُختلف التخصصات: إن هذه التحديات المُتشابكة مُعقدة للغاية يصعب على تخصص واحد التعامل معها، ونحتاج إلى استثمارات تُحفز تكوين فرق باحثين مُتعددة التخصصات تُركز على مواجهة التحديات الكُبرى، فهناك إمكانات كبيرة تكمن في استكشاف التفاعل بين العلوم الطبيعية والاجتماعية.ه
جسور بين الأطراف المعنية الحكومية والتجارية والمُجتمع المدني: هناك حاجة إلى آليات تنسيق (قانونية، ومؤسسية، وغيرها ) بين القطاعات لضمان اتساق التخطيط والإدارة ، كما يُشكل بناء القدرات أهمية كبيرة ولكنه ليس كافيًا إلا إذا صاحبه إصلاحًا لأهداف و سياسات المؤسسات بما يُحفز تخطيطًا أفضل وأكثر شمولية، وبغض النظر عن تنافس القطاعات المُختلفة على الموارد، فلا يوجد سوى تواصل محدود بين المؤسسات التي تُديرها، وهو عادةً نتيجة غياب الآليات المؤسسية مُتعددة القطاعات التي تدعم مستوى أعلى من التواصل وتخصيص التمويل والوقت الكافيين لهذا الهدف، وما لم تتضمن سياسات هذه المنظمات التزامًا أكبر بالتواصل والتعاون وتخصيص الموارد المُناسبة لهذه الأهداف فلن يحدث تغيير حقيقي.ه
جسور بين الباحثين والأطراف المعنية: بما يضمن تلاقي الفرق البحثية مُختلفة التخصصات التي تعمل على فهم وقياس مدى تشابك نظم الموارد والمواءمات التي يُمكن أن تتم بينها، ومُمثلي القطاعات المُختلفة العامة والخاصة والمُنظمات المُجتمعية بمُختلف الأهداف، ومنظومات القيم، وسلطات صُنع القرار، فهناك إمكانيات كامنة وتحسينات يُمكن أن تتم لمواجهة تعقيد عملية التواصل.ه
لقد شاركت مؤخرًا في حديث على منصة تيدكس ثلاثة دروس مُستفادة من العمل على أحد مشروعات التنمية المُجتمعية والذي كان له نصيب من التحديات المُعقدة والمُتشابكة، ظلت هذه الدروس حقيقة بالرغم من مرور ما يقرب عقد من الزمان عليها:ه
المهارة التقنية والهندسية مهمة ولكنها ليست كافية للتعامل مع التحديات المُعقدة والمُتشابكة التي تواجهها مُجتمعاتنا اليوم، فيجب أن نتأكد من تتضمن الحلول فهمًا للقيود الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.ه
أهمية إشراك المُجتمع والأطراف المعنية في مرحلة مُبكرة: يجب أن يملك المُجتمع الحلول التي تتناسب مع السياق المحلي التي يجب تطبيقها ويجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من حل تعقيد التحديات والتعاون في إيجاد حلول لمواجهتها.ه
أهمية إطلاع صُناع القرار على المعرفة التقنية: لا يجب أن يكون نشر المعرفة فكرة ثانوية: انه أمر أساسي ويتطلب استثمار مماثل للوقت والجهد مثل عملية إيجاد الحلول ذاتها.ه
ما هي الجسور التي تود بناءها؟ كيف ستختار أن تُشارك؟ه
كيف ستختار أن تُشارك؟ باسل ضاهر/تيدكس تكساس ايه آند إم
يُعرف باسل بثلاثة تحديات أساسية ومُتشابكة تواجه المُجتمع العالمي وهي المياه والطاقة والأمن الغذائي، ويُركز على أهمية العمل مُتعدد التخصصات لمواجهة هذه التحديات المُعقدة، ويُقدم ضاهر أهداف الأمم المُتحدة للتنمية المُستدامة كونها منصةً و حافزًا يُسهم في حل هذه المُشكلات.ه