مخطط دائري مجوف لصناع السياسة: إطار لمتابعة الأمن الغذائي في المنطقة العربية
٢٦ فبراير ٢٠٢٠
ريم نجداوي - رئيس القسم، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا
رامي زريق - رئيس مجلس الإدارة وأستاذ بالجامعة الأمريكية في بيروت
فيديل بييرينجيرو - مسؤول الشؤن الاقتصادية، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا
مينرفا صادق - مساعد باحث، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ة
في عام 2017، نشرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا “الأفق العربي 2030: إمكانيات تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة العربية”، الذي سلط الضوء على معاناة المنطقة المتزايدة التي تتمثل في العبء الثلاثي لسوء التغذية، أي نقص التغذية، والتغذية المفرطة، ونقص المغذيات، وطالب بمتابعة شاملة للأمن الغذائي. وقد شرعت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في وضع إطار متابعة الأمن الغذائي للمنطقة العربية لمساعدة الدول في تقييم موقف الأمن الغذائي الخاص بها مع مراعاة تعقيده وتعدد أبعاده، لا سيما تعريفه المقبول ذي الاتجاهات الأربعة. وقد تم وضع الإطار داخل نطاق تنفيذ مشروع بشأن "تعزيز الأمن الغذائي والمائي من خلال التعاون وتطوير الإمكانات في المنطقة العربية" تدعمه الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي، وبالتعاون والاشتراك مع الدول العربية، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية، ومنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، والأوساط الأكاديمية وخبراء آخرين.ه
وضع الإطار
تضمن وضع الإطار إجراء مشاورات مع ما يزيد على 200 خبير ومراجعة شاملة للمؤلفات على المستويين العالمي والإقليمي، ويسمح ذلك بتتبع الأمن الغذائي على مستويات مكانية مختلفة، ويغطي أبعاده الأربعة، ويراعي الأمن الغذائي للأفراد والأسر، ويدعم عملية متابعة أهداف التنمية المستدامة من بين أهداف أخرى. ويوفر الإطار أمورًا لاحقة أو نتائج، فضلًا عن الأمور المسبقة أو المعلومات الملحوظة، ويستخدم مؤشرات عالمية في حين أنه يلبي احتياجات السمات الإقليمية الخاصة.ه
يراعي إطار المتابعة أن الأمن الغذائي والتغذية يمكن أن يدلل عليه بالعديد من المؤشرات، مع العلم أن من خمسة إلى ستة مؤشرات فقط تتسم بأنها تبعية تحت كل بُعد. وعند اختيار هذه المؤشرات، كان من المكفول أنها قابلة للقياس، وأنها جزء من أهداف التنمية المستدامة أو مجموعة مؤشرات الأمن الغذائي الخاصة بمنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، وأنها كذلك ذات صلة بالسياق العربي، وأنها متوفرة لنسبة 50 في المائة على الأقل من الدول أو الشعوب أو كليهما. وقد تم تقسيم المؤشرات المختارة إلى ركيزة أساسية تحتوي على 3 مؤشرات لاحقة، أي انتشار نقص التغذية، و انعدام الأمن الغذائي و البدانة علي المستوي المتوسط أو الحاد، وأبعاد الأمن الغذائي الأربعة التي تضم 21 مؤشرًا مسبقًا موزعة بالتساوي تقريبًا بين الأبعاد.ه
عرض البيانات من خلال لوحة القياس
يُعرض الإطار في صورة لوحة قياس تحتوي على مخططين دائريين مجوفين متداخلين مع وجود درجات وجدول يضم البيانات الأولية للأمن الغذائي، والأعوام والاتجاهات. ويتألف المخطط الدائري المجوف الداخلي من مؤشرات أساسية، في حين يضم المخطط الدائري المجوف الخارجي مؤشرات الأمن الغذائي، إلى جانب أبعاده الأربعة الموضحة أدناه. وقد تمت تسوية قيم المؤشرات لتنتقل بين صفر وعشرة، على التوالي من الأداء السيئ إلى الجيد وهي معروضة في صورة 10 حلقات في كل مخطط دائري مجوف. وقد عُكست (R) تسوية المؤشرات التي تشير بشأنها القيمة المنخفضة إلى أداء جيد، على سبيل المثال: نقص التغذية.ه
يتميز الإطار بأنه ميكانيكي، إذ إن المؤشرات موضوعة وموزعة على امتداد ركيزة الأمن الغذائي وأبعاده، إلى جانب تفسير النتائج وفقًا لمنهج محدد: أولًا: تقييم المؤشرات الرئيسية لتقييم الوضع العام للأمن الغذائي والتغذية (النتيجة)، وثانيًا: فحص مؤشرات الأبعاد لتحديد مناطق النقاط الساخنة. ولا يحتاج المستخدم سوى إلى إدخال البيانات الإقليمية، أو الوطنية، أو دون الوطنية -إن وُجدت- في نموذج إكسل (Excel) متوفر لإيجاد المخطط والجدول كما هو موضح أدناه لمنطقة المغرب العربي دون الإقليمية.ه
تفسير النتائج
يوضح المخطط أعلاه لمنطقة المغرب العربي الأداء الجيد للمؤشر الأساسي لنقص التغذية، أي تأثر عدد أقل من السكان، مع تحسن الاتجاه بين عامي 2010 و2016. ويوضح المؤشران الأساسيان الآخران: تجربة انعدام الأمن الغذائي والبدانة أداءً سيئًا. ويُسلط الضوء على الأداء الجيد، والمتوسط والسيئ على التوالي بعلامة "شمس، أو "شمس تحت الغيوم" أو "عاصفة رعدية"، في حين أن "علامة الاستفهام" تعني عدم وجود بيانات. وتتضمن النقاط الساخنة من بين المؤشرات السببية انخفاض المحاصيل، واستخدام المياه في الزراعة، والفقر، والبطالة، والتقزم، والهزال، وفقر الدم بين النساء، فضلًا عن الاستقرار السياسي.ه
ويوفر الجدول البيانات الإحصائية لعام 2010 وآخر عام متوفر (الذي هو متغير) بالمقارنة بالمتوسط العربي. وهو يوضح الاتجاهات المنخفضة للبدانة، والبطالة، والتضخم، وفقر الدم بين النساء، والاستقرار السياسي وتغير الإنتاج. ويقترح منشور قادم للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا الذي سوف يصف الإطار وجود مناطق عمل محتملة يمكن لأصحاب المصلحة البناء عليها.ه
تم التصديق على إطار المتابعة المقترح من قِبل المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في مارس 2019. وقد تلقى الخبراء الزراعيون والإحصائيون المختارون من معظم الدول العربية بالفعل تدريبًا عميقًا في تونس العاصمة وبيروت في حين أن المنشور الكامل سيكون متوفرًا قريبًا على الموقع الرسمي لمنشورات لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا.ه
يستند الإطار إلى منشور لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا القادم بعنوان "تتبع الأمن الغذائي في المنطقة العربية"، الذي أعدته لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا بالتعاون والاشتراك مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية، ومنظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو). وقد أسهم موظفون آخرون في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا في صياغة هذا المنشور.ه