مارس ٢٠، ٢٠٢١
مرام زيد - مدير إدارة الري والزراعة بجمعية ميرا لتطوير أساليب الري والزراعة (ميرا)
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ة
يواجه الأردن العديد من التحديات المتعلقة بالأمن المائي والغذائي. ويتميز قطاع المياه في الأردن بالندرة الشديدة بسبب زيادة الطلب على المياه نتيجة النمو السكاني السريع، إلى جانب تدفق العديد من اللاجئين إلى البلاد، والتغير المناخي، والاستخدام الجائر للمياه. وفقًا للاستراتيجية الوطنية للمياه (٢٠١٦)، بلغت حصة الفرد السنوية من المصادر المتجددة للمياه في الأردن ١٠٠م3 / الفرد، وهي أقل بكثير من مستوى الفقر المائي العالمي المحدد بحوالي ٥٠٠ م3 / الفرد[1]. علاوةً على ذلك، يستورد الأردن أكثر من ٩٠٪ من النفط والغازه الطبيعي لإنتاج الطاقة لتلبية مختلف الأغراض[2]. وتعد هذه القضية من القضايا المهمة نظرًا للترابط بين قطاعات المياه والطاقة والغذاء، سواء داخل الأردن أو على الصعيد الدولي. تستهلك إمدادات المياه في الأردن ما يصل إلى ١٥٪ من إجمالي الطاقة الكهربائية و٢٠٪ من إجمالي الطاقة المنتجة، ومعظمها لتشغيل المضخات المستخدمة لنقل المياه[3] [4].ه
يعتبر قطاع الزراعة هو المستهلك الأكبر للمياه، يزيد استهلاكه عن ٥٠٪ من الموارد المائية المتاحة. ومع زيادة عدد السكان، وآثار تغير المناخ، من المتوقع أن يزداد استخدام المياه للري في المستقبل القريب لتلبية الطلب على إنتاج الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، سوف يزداد استخدام المياه لأغراض الري نتيجة الزيادة المتوقعة في توافر مصادر غير تقليدية للمياه مثل مياه الصرف الصحي المعالجة، ومياه الأمطار المُجمّعة، ومياه البحر المحلاة.ه
جمعية ميرا لتطوير أساليب الري والزراعة هي منظمة أردنية غير حكومية تأسست في عام ٢٠٠٧. وتتمثل رسالتها في العمل على تنفيذ مبادرات التنمية المستدامة في الأردن من خلال التغلب على التحديات التي تواجه قطاعات المياه والزراعة والبيئة سعيًا وراء المساهمة في الحفاظ على المياه، وتحقيق الاستدامة البيئية، والازدهار الاجتماعي والاقتصادي.ه
تهدف مبادرات منظمتنا إلى إحداث تأثيرًا مباشرًا في تحقيق هدف التنمية المستدامة السادس – وصول الجميع إلى المياه النظيفة والنظافة الصحية؛ والهدف الثالث عشر - اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره؛ والهدف السابع عشر - تعزيز سبل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية لتحقيق التنمية المستدامة. وكذا تُركز جمعية ميرا على أهداف التنمية المستدامة التالية من خلال تنفيذ مشروعاتها وتدخلاتها: الهدف الرابع - التعليم الجيد؛ والهدف الخامس - المساواة بين الجنسين؛ والهدف السابع - طاقة نظيفة وبأسعار معقولة.ه
تساهم جمعية ميرا داخل الأردن في وضع سياسات ومعايير أردنية محددة، مما يؤثر إيجابًا على التنمية المستدامة الشاملة للبلاد. وتشمل هذه السياسات والمعايير، الاستراتيجية الوطنية للمياه (٢٠١٦-٢٠٢٥)، والرؤية والاستراتيجية الوطنية للأردن ٢٠٢٥، وخطط عددًا من الوزارات (مثل وزارة المياه والري، ووزارة البيئة، ووزارة التربية والتعليم)، وخطة النمو الاقتصادي الأردني ٢٠١٨-٢٠٢٢، والمعايير الوطنية الأردنية لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة.ه
وقد ركزت المبادرات التي أطلقتها تلك المنظمة خلال الفترة ٢٠١٣-٢٠٢٠ على الموضوعات الرئيسية في الاستراتيجية الوطنية للمياه، مثل معالجة مياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها، والإدارة المتكاملة للموارد المائية، وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة، وإدارة المياه للزراعة المروية من أجل التكيف مع تغير المناخ، وتحسين تكاليف الطاقة، وتطوير إمكانات قطاع المياه، وإقامة شراكات لقطاع المياه، ودعم العلاقة بين الماء والغذاء والطاقة.ه
في عام ٢٠١٣، نفذت جمعية ميرا مشروع "إعادة استخدام المياه المعالجة بشكل آمن وفعال من مشروع محطة معالجة المياه العادمة اللامركزية في مديرية الأمن العام"، والذي تم تنفيذه على مدار ٢٤ شهرًا. ساهم هذا المشروع في توفير مياه جوفية بمقدار ١٩٠٠٠ متر مكعب/ سنويًا، ووفر كلفة تشغيلية بقيمة ٦٦٠٠٠ دينار أردني/سنويًا.ه
في عام ٢٠١٦، نفذت جمعية ميرا مشروعًا استغرق تنفيذه ٣٦ شهرًا، "الري بالتنقيط قليل استهلاك الطاقة في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا". وكان الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو التحقق من عمل النقاطات المصممة حديثًا ذات التدفق الثابت بغض النظر عن قيمة الضغط واختبارها ميدانيًا بضغط تنشيط يبلغ ١٥. ٠ بار. تم تصميم نظام الري المبتكر قليل استهلاك الطاقة لخفض طاقة الضخ من الآبار، وتمكين أنظمة الري بالتنقيط من العمل على إمدادات المياه ذات الضغط المنخفض، فضلاً عن تسهيل نشر حلول الري بالتنقيط منخفضة التكلفة التي تعمل بالطاقة الشمسية. وقد أثبتت نتائج المشروع أن النقاطات قليلة الضغط يمكن أن توفر ٤٣٪ من الطاقة الهيدروليكية على مستوى المزرعة لكل وحدة من حجم المياه، مما سيعزز على الأرجح اعتماد طريقة الري بالتنقيط، وبالتالي تقليل استهلاك المياه. ستعمل هذه التقنية أيضًا على تقليل متطلبات الطاقة لأنظمة الري بالتنقيط بحوالي ٥٠ بالمائة، وبالتالي تقليل الطلب على الطاقة في قطاع الزراعة. علاوةً على ذلك، فإن تقليل متطلبات الطاقة بعد استخدام أنظمة الري بالتنقيط بنسبة ٥٠ في المائة، سيكون له تأثيرًا كبيرًا على المزارعين الذين يستخدمون مضخات الديزل حاليًا، وربما يقلل فاتورة الوقود إلى النصف.ه
في عام ٢٠١٨، نفذت جمعية ميرا مشروع "المعالجة اللامركزية لمياه الصرف الصحي وإعادة استخدامها في المؤسسات: مشروع تجريبي في ثلاث مدارس بمحافظة المفرق"، واستمر التنفيذ لمدة ١٢ شهرًا. في هذا المشروع، تم إنشاء محطتين لامركزيتين لمعالجة مياه الصرف الصحي، وأنظمة معالجة مياه المخلفات المنزلية، والألواح الشمسية، ونظام الري بالتنقيط قليل استهلاك الطاقة. وبفضل هذه الجهود، تم توفير ما يقرب من ١٠٠٠ متر مكعب من المياه سنويًا، وكذا توفير ما يقرب من ١٥٠٠٠ دينار أردني (إجمالي القيمة السنوية لفواتير الكهرباء للمدارس الثلاث) سنويًا. كما تم زراعة ٢٦٥ شجرة جديدة وريها بمياه الصرف الصحي المعالجة.ه
في عام ٢٠١٩، صممت ميرا ونفذت مشروعًا مدته ١٨ شهرًا بعنوان "تحقيق الزراعة المستدامة والإدارة الفعالة للمياه في حوض الأزرق في الأردن من خلال التكيف والتكامل بين التكنولوجيا المثبتة والشراكة المجتمعية". أظهرت نتائج المشروع أن استخدام تقنية الري بالتنقيط بدلاً من الري السطحي يمكن أن يوفر أكثر من ٣٥٪ من الموارد المائية في المزرعة.ه
كذلك، في عام ٢٠١٩، أطلقت جمعية ميرا مشروع "السدود في المستقبل: التصميم المستقبلي وتقييم النظم الضخمة للمياه والطاقة والبيئة"، والذي استمر تنفيذه لمدة ١٨ شهرًا. ويهدف المشروع إلى تعميق فهم كيفية تتابع التدخلات داخل أنظمة الترابط من خلال النظم الاجتماعية الاقتصادية، والهندسة العلمية، والبيئية، والسياسية. وتتضمن هذه الأنظمة السدود الجديدة، وأنظمة السدود، وتشغيلها. علاوةً على ذلك، ساعد هذا المشروع على تعزيز القدرة التقنية والمؤسسية للباحثين من الشركاء وغير الشركاء وأصحاب المصلحة وواضعي السياسات لضمان أن اتخاذ قرار بناء أي سد سيؤدي إلى نتائج مرغوبة اقتصاديًا واجتماعيًا وبيئيًا. ويهدف المشروع كذلك إلى تحسين التعاون والتنمية من أجل المساعدة في تجنب النزاعات بين البلدان التي تشترك في نفس حوض النهر (العابر للحدود).ه
إن تركيز جمعية ميرا على القضايا المذكورة أعلاه يساهم بفعالية وكفاءة واستدامة في جعل الأردن دولة رائدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مع الحفاظ على الرفاهية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية لجميع سكانه. والجدير بالذكر أن نطاق عمل وخبرة جمعية ميرا لا يغطي فقط قطاعي المياه والزراعة في الأردن، وإنما يمتد كذلك ليشمل الاستقرار الاقتصادي للبلاد وسبل العيش الاجتماعية من خلال تحسين كفاءة استخدام المياه، والإنتاج الزراعي، والتعليم، وبناء قدرات المجتمعات، والتعاون بين القطاعات. وفي عام ٢٠٢٠، وقعت جمعية ميرا اتفاقيات لتنفيذ مشروعات جديدة من أجل تنفيذ مشروعات عدة تستهدف معالجة مياه الصرف الصحي، وتحسين أداء الصوبات الزراعية، وتعزيز قدرات الشباب، وضمان جودة تصميم أنظمة الري وتشغيلها وصيانتها.ه
إلى جانب مشروعات البحث والتطوير التي تنفذها جمعية ميرا، فإنها توفر أيضًا دورات تدريبية للتنمية المهنية للمهنيين الشباب والمهندسين المبتدئين. وبدءًا من العام الماضي وحتى الآن، قدمت الجمعية هذه الدورات لأكثر من ٢٥ من المهنيين الشباب في مجالات مختلفة مثل، الابتكار وإنتاج الغذاء، وتصميم أنظمة الري وإدارتها، والزراعة المستدامة.ه
انتهت جمعية ميرا مؤخرًا من برنامج لبناء القدرات لخمس عشرة مهندسة تبحث عن عمل في مجالي الهندسة الزراعية والبيئية. بدأ البرنامج في أكتوبر ٢٠٢٠ وانتهى في ديسمبر ٢٠٢٠ (٣٠ يومًا بواقع ١٣٠ ساعة)، وأسفر عن توظيف ٤٠٪ من المتدربات، وتراوحت أعمار المستفيدات من المهندسات ما بين ٢٢ و٣٢ سنة. وتنوعت خلفيات المتدربات ما بين الهندسة الزراعية وهندسة المياه والهندسة البيئية من المعاهد الأكاديمية المختلفة، بما في ذلك الجامعة الهاشمية والجامعة الأردنية وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وجامعة البلقاء التطبيقية والجامعة الألمانية الأردنية.ه
علاوةً على ذلك، يعمل لدى جمعية ميرا الآن ٨ موظفين أردنيين بدوام كامل و٣ موظفين أردنيين بدوام جزئي. لذلك، فإن دعم وتعزيز المنظمات غير الحكومية في الأردن سيسهم في الحد من البطالة في الأردن.ه
تهتم ميرا بمشاركة إنجازاتها والدروس المستفادة مع بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وخارجها، وتتمثل مهمتها في التطوير المستدام لقطاعات الري والمياه والزراعة والبيئة من أجل تحقيق الازدهار الاجتماعي والاقتصادي والبيئي للجميع.ه
.لمعرفة المزيد حول ميرا، قم بزيارة هذا الرابط
المصادر:ة
[1] وزارة المياه والري (2016) الاستراتيجية الوطنية للمياه (2016-2025). وزارة المياه والأرض، عمان، الأردن
[2] حلول الطاقة المتجددة لبلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط (2019). توسيع نطاق تطوير الطاقة المتجددة في الأردن. متاح على الرابط: http://www.res4med.org/wpcontent/uploads/2019/03/Scaling-Up-Renewable-Energy-Development-in-Jordan.pdf
[3] وزارة الطاقة والثروة المعدنية. التقرير السنوي [باللغة العربية]. الأردن؛ 2016
[4] Al-Masri, R.A.، Chenoweth, J، وMurphy, R.J. (2019). "استكشاف الوضع الراهن لسياسات وحوكمة العلاقة بين المياه والطاقة في الأردن." علوم وسياسة البيئة. 100:192-204.