المسألة لا تقتصر على القمح وحده - كيف تساعد أنظمة الزراعة المتنوعة المزارعين الأسريين - والكوكب
٢٣ مايو ٢٠٢١
من إعداد فريق الاتصال بالمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة
في سبيل دعم سبل كسب عيش مزارعي الأراضي الجافة، ودخلهم، وأمنهم الغذائي، وكذلك التنوع البيولوجي والاستدامة البيئية، يعمل المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، جنبًا إلى جنب مع الشركاء والمانحين الوطنيين والدوليين، على الترويج لأنظمة الزراعة المتنوعة عبر إفريقيا، وآسيا، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.ه
هناك الكثير والكثير من التحديات التي تواجه صغار المزارعين الأسريين العاملين في الأراضي الجافة في العالم عند إنتاج أغذية مغذية وقابلة للتسويق بكميات كافية وموثوقة. ه
تشعر المناطق الأكثر جفافًا في العالم أكثر من غيرها بالصدمات المرتبطة بتغير المناخ، حيث ترتفع درجات الحرارة بمعدلات غير مسبوقة، وتتقلص إمدادات المياه العذبة من الأمطار والأنهار ومستودعات المياه الجوفية، وكذلك تنتشر الآفات والأمراض.ه
ويتراجع التنوع البيولوجي طوال الوقت بسبب الممارسات الزراعية غير الملائمة، وتعاني الغلات والإنتاج كثيرًا حتى تتمكن من مواكبة الطلب المتزايد.ه
إن التوسع في نظام زراعة المحصول الواحد، حيث يقوم المزارعون بشكل مكثف ومتكرر بزراعة محصول من نوع واحد على نفس الأرض المنهكة، مع الاعتماد على كميات كبيرة من المدخلات الزراعية الكيميائية، قد أدى إلى الحد بشكل كبير من وجود الملقّحات البرية، والأعداء الطبيعيين للآفات الحشرية، مما يؤدي إلى تزايد فشل المحاصيل وتعرضها للآفات الحشرية، ومن ناحية أخرى ينخفض التنوع البيولوجي الطبيعي للتربة في كل مرة تتكرر فيها زراعة المحصول، إلى أن يصل إلى نقطة الانهيار.ه
على الرغم من عدم اتباع نظام الزراعة المكثفة كنموذج على نطاق واسع من قبل أصحاب الحيازات الصغيرة من الأراضي الجافة مقارنةً بالمزارعين في أمريكا الشمالية وأوروبا، فإن حوافز السوق لزراعة الحبوب، ولا سيما القمح، والاستخدام الكيميائي المرتبط بها، بدلاً من دورات زراعة المحاصيل التقليدية المتنوعة قد أدت إلى الحد من التنوع الوراثي للنباتات والحشرات والفطريات على مستوى المزرعة، وأدت كذلك إلى تقليل مختلف العمليات الكيميائية الحيوية التي تعمل على تخصيب الأرض بشكل طبيعي، وإنتاج غلات أكثر.ه
في سبيل دعم سبل كسب عيش مزارعي الأراضي الجافة، ودخلهم، وأمنهم الغذائي، وكذلك التنوع البيولوجي والاستدامة البيئية، يعمل المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا)، جنبًا إلى جنب مع الشركاء والمانحين الوطنيين والدوليين، على الترويج لأنظمة الزراعة المتنوعة عبر إفريقيا، وآسيا، ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ه
ترجع أنظمة المحاصيل المتنوعة إلى القواعد الأساسية من خلال دمج المعرفة المحلية والطرق التقليدية، بأحدث الابتكارات العلمية لمركز إيكاردا من أجل إعادة تطبيق أنظمة الزراعة المتنوعة وذاتية الاستدامة ذات الآثار البيئية المنخفضة في إنتاج الغذاء والأعلاف والألياف، وتقديم خدمات النظم البيئية الحاسمة لحماية التنوع البيولوجي، ودورات المغذيات البيوكيميائية، وتحسين تنظيم استخدام المياه.
يروج مركز إيكاردا لثلاثة أنواع من أنظمة الزراعة المتنوعة لتحسين الإنتاجية، والاستقرار، وتقديم خدمات النظام البيئي على مستوى المزرعة:ه
تعاقب المحاصيل الزراعية -
الزراعة البينية -
زراعة المحاصيل المتداخلة -
في الأنظمة الثلاثة، يتم دمج محصول ثانوي، غالبًا البقول أو العلف، أو محصول نقدي، مثل الفاكهة أو الخضروات، في نظام يعتمد غالبًا علي الحبوب، مع اختلافات زمنية ومكانية.ه
في نموذج تعاقب المحاصيل الزراعية على سبيل المثال، بعد حصاد محصول الحبوب الرئيسي، تُستخدم الأرض لزراعة المحصول الثانوي حتى الموسم التالي لزراعة الحبوب. وتعمل المخلفات المغذية التي تنتجها على تخصيب الأرض، وتحسين صحة ميكروبيوم التربة، وتحسين الغلات، وزيادة الكفاءة، مع الحفاظ على المياه والموارد.ه
ونظرًا لأن البقوليات تمتص النيتروجين وتثبته في التربة، فقد انخفض اعتماد المزارعين على الأسمدة النيتروجينية، وكان لذلك تأثيرات إيجابية على النظام البيئي الزراعي والتنوع البيولوجي المحلي. ومع ذلك، في البيئات التي تعاني من ندرة المياه بشكل خاص، يمكن ترك الأراضي لترتاح بالتبوير بعد زراعتها بمحصول الحبوب.ه
في أواخر عام 2019، حدد علماء إيكاردا المزايا الاقتصادية لتعاقب زراعة البقوليات والحبوب مقارنةً بالزراعة الأحادية للحبوب في المناطق الجافة. الدراسة التي أُجريت على المناطق البعلية في المغرب، شملت 1230 أسرة تعمل بالزراعة الأسرية على مدى عامين.ه
أسفرت زراعة أصناف الفول الأخضر المحسنة، وتعاقب زراعة القمح في المناطق البعلية في المغرب إلى هامش إجمالي لمدة عامين يزيد بنسبة 48 في المائة في متوسط عن زراعة محصول القمح وحده.ه
بالنسبة لنظام الزراعة البينية، تتم زراعة الحبوب والمحصول الثانوي في نفس الوقت، وبالقرب من بعضهما البعض، ويمكن ترتيبهما في صفوف. يساعد هذا النظام على استخدام المياه ومغذيات التربة بطريقة أكثر كفاءة، مما يقلل من الموارد التي تجذب الأعشاب الضارة، ويقلل في النهاية من وجودها.ه
الميزة الرئيسية الأخرى للزراعة البينية، خاصةً في المناطق الجافة، هي ارتفاع نسبة المحصول مقارنةً بالزراعة الأحادية. ومع ذلك، فإن حصاد الحقول المتنوعة يتطلب عمالة أكثر من الحقول المزروعة بمحصول واحد، مما قد يؤدي إلى ارتفاع التكاليف على المزارعين.ه
في أنظمة الزراعة المتداخلة، يُزرع المحصول الثانوي قبل حصاد محصول الحبوب. في الهند وأجزاء أخرى من جنوب آسيا، تعتبر البقوليات الدعامة الأساسية للوجبات الغذائية للسكان، لكن مستويات إنتاجها لا تلبي الطلب عليها. نظرًا لأن 15 مليون هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة تترك لترتاح بالتبوير لمدة ثلاثة أشهر بين مواسم زراعة محاصيل الأرز في جميع أنحاء المنطقة، فقد طور علماء مركز إيكاردا أصنافًا مبكرة النضج من العدس، واستخدموا تقنيات محاصيل محسّنة لتعزيز إنتاج البقوليات بشكل كبير في المنطقة، وتوفير تغذية ودخل أفضل للمزارعين المحليين.ه
في حقول القمح المغربية، أوضح المهندسون الزراعيون العاملون في مركز إيكاردا أن نظام زراعة المحاصيل المتداخلة القائم على مزيج من المحاصيل الثانوية (العدس/الفول، والعدس/الحمص، والعدس/الكينوا، والعدس/البصل) يُعد أفضل بكثير في زيادة عائدات المزارعين من كل هكتار مقارنةً بالجمع بين القمح والعدس.ه
لأنظمة الزراعة المتنوعة عدد لا يحصى من الآثار المفيدة على جودة التربة، والمحصول، والتغذية، والدخل، وصحة التنوع البيولوجي.ه
تعمل أنظمة الزراعة المتنوعة على:ه
تحسين جودة التربة بتعاقب زراعة الأشجار والحبوب والبقوليات والجذور والدرنات والخضروات، و/أو الجمع بينها.ه -
التخفيف من موجات الحرارة من خلال توفير المأوى للمحاصيل والحيوانات عند غرس الأشجار.ه -
تنويع محاصيل المزارعين، والأغذية التي يتناولونها، وتحسين الأمن الغذائي لجميع أفراد الأسرة.ه -
الإكثار من ميكروبيوم التربة، وهو أفضل مدافع طبيعي ضد الآفات والفيروسات التي تنتقل عن طريق التربة.ه -
توفير فرص عمل إضافية للرجال والنساء لإدارة الحقول المتنوعة والمناظر الطبيعية التي لا يمكن إدارتها بالأجهزة الميكانيكية الكبيرة.ه -
الحفاظ على الملقّحات والأعداء الطبيعيين لتحقيق دخل صافٍ أعلى من كل أرض.ه -
جذب أسعار سوق أفضل، وتوفير فرص عمل للرجال والنساء لتطوير سلاسل القيمة التي تدعم المنتجات الزراعية البيئية.ه -
الحد من الهجرة الريفية من خلال توفير دخول وفرص وسبل عيش أفضل، حتى في مساحات الأراضي الصغيرة.ه -
عمل مركز إيكاردا، تحت مظلة الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدوليّة - أكبر شبكة أبحاث زراعية في العالم - لأكثر من أربعة عقود عبر الأراضي الجافة في إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، ويتمكن المركز، بفضل مكانته المثالية، من إجراء البحوث ودمجها في مراحل التصميم والإدارة ومراحل تأثير أنظمة الزراعة المتنوعة.ه
ومع ذلك، فإن هدف إيكاردا المتمثل في تزويد مزارعي الأراضي الجافة بالحلول التي يحتاجون إليها لإنتاج الغذاء لا يقتصر على هذه المناطق. وبالفعل من خلال بعض المبادرات مثل DryArc، والمبادرات التي أُطلقت داخل الشبكات العالمية التي تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، بالإضافة إلى شبكة الجماعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدوليّة الواسعة، فإن نموذج الوصول المفتوح للأبحاث الذي صممه إيكاردا، بالإضافة إلى حملات التوعية ذات الصلة، يساهم في التعاون مع علماء في بلدان العالم، وتبادل المعرفة معهم.ه
النقطة الأهم هنا هي المزارعون. يؤثر تغير المناخ على الزراعة في جميع أنحاء العالم، ويزداد تأثيره على نحو لا يُقارن على المناطق الجافة في إفريقيا، وبلدان البحر الأبيض المتوسط، وآسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وأستراليا. وتتيح التكنولوجيا الحديثة، والمبادرات مثل DryArc، للمزارعين الذين يواجهون تحديات مماثلة في هذه المناطق، الحصول على المعرفة العالمية، وتجربة بعض الحلول مثل أنظمة الزراعة المتنوعة. وبإمكان هذه الحلول، وكذا الجهود التعاونية، إنقاذ سبل كسب عيش المزارعين في جميع أنحاء العالم.ه
ومع ذلك، هناك حاجة ملحة لإجراء المزيد من البحوث العالمية من قبل مركز إيكاردا وشركائه الوطنيين لتقديم أدلة علمية مبنية على العلم حول الجدوى التقنية، وخيارات التنويع ميسورة التكلفة، والأرباح التي تحققها أنظمة الزراعة المتنوعة في الأراضي الجافة من حيث الدخل، والأمن الغذائي، والتغذية، والحفاظ على التنوع البيولوجي.ه
-----------------
مزيد من الموضوعات:ه
دور الإنتاج الزراعي صغير الحجم عالي القيمة في توفير سبل كسب عيش أفضل لنساء المزارع في منطقة راجاستان القاحلة - https://repo.mel.cgiar.org/handle/20.500.11766/6519
شرح الفجوات بين الغلة والهامش الإجمالي للتكثيف المستدام للأنظمة القائمة على القمح في مناخ البحر الأبيض المتوسط - https://repo.mel.cgiar.org/handle/20.500.11766/6519
الري التكميلي في نظام إنتاج البقول والقطن في الهند:ه -
(wocat.net) ملخص
**
ظهر هذا المنشور لأول مرة على الموقع الإلكتروني لمركز إيكارد، ويمكن الإطلاع عليه بالنقر هنا. ويمكن مشاهدة جميع المدونات هنا. ه