٨ يونيو ٢٠٢١
بقلم جاك دوريل
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ه
نابين برال / المعهد الدولي لإدارة المياه ©
في سلسلة من الحوارات التي عقدت في إطار العملية التحضيرية لمؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية، دفع الخبراء بأن أنظمة المياه المدارة جيدًا والتعاون عبر القطاعات هي تدابير غاية في الأهمية من أجل تحويل النظم الغذائية وحماية النظم البيئية الهشة. وتم تنظيم الحوارات من قبل برنامج أبحاث المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية بشأن المياه والأراضي والنظم البيئية، وساهم كلُ من المعهد الدولي لإدارة المياه، والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، والعديد من الشركاء الوطنيين والإقليميين والدوليين الآخرين، بالكثير من المدخلات في هذه الحوارات.ه
أشار ستيفان أولينبروك، مدير برنامج المياه والأراضي والنظم البيئية، إلى تركيز الحوارات على الإنصاف والشمول، وعلق قائلاً: "طالما أن الفقراء محرومون من إمكانية الوصول إلى المياه والطاقة اللازمة للاستخدامات المنزلية والإنتاجية، فإن سلاسل إنتاج الأغذية وسلاسل القيمة الغذائية ستظل متأخرة، وسوف تضيع الفرص".ه
بالنظر إلى عقد الفعاليات على المستويات العالمية والوطنية (مصر وباكستان) والإقليمية (جنوب إفريقيا وآسيا الوسطى)، فقد أتاحت فرصة لأصحاب المصلحة لمناقشة العلاقة بين المياه والطاقة والغذاء، والتحولات المستدامة في النظم الغذائية التي تعزز المساواة والشمول، وحماية البيئة، وتأمين أنظمة أكثر استدامة للمياه والطاقة والغذاء. وسيتم عرض الأفكار في الاجتماع التمهيدي لمؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية المقرر عقده في يوليو، وفي القمة المقرر عقدها في سبتمبر.ه
باكستان: دعوة إلى نُهج أكثر شمولية
دعا المشاركون في حوار باكستان إلى نهج شامل لإدارة المياه وقاعدة بيانات أكثر موثوقية للموارد المائية يمكنهم استخدامها لتعزيز أمن الغذاء والماء والطاقة - في خامس دولة معرضة لتغير المناخ في العالم.ه
كما أُثيرت الحاجة إلى تحسين اتساق السياسات بين الوزارات الرئيسية، من خلال تحسين التنسيق بين القطاعات وبناء القدرات، وكذلك الحاجة إلى رفع وعي الباحثين وصانعي السياسات والمسؤولين الحكوميين والمزارعين بمزايا نمذجة الصلة بين المياه والطاقة والغذاء. كما شدد الحاضرون على أهمية المشروعات التجريبية متعددة التخصصات لتحقيق التحول الحقيقي للأنظمة، وتفعيل الصلة بين المياه والطاقة والغذاء.ه
مصر: النُهج التي تمحور حول المزارعين
دفع المشاركون المصريون بأن المزارعين يجب أن يكونوا محور تحولات النظم الغذائية، ودعوا إلى تحسين التعاون بين القطاعات المتعددة. على الرغم من أن خبراء المياه والزراعة يعملون بشكل وثيق على مستوى المزرعة، يواصل الباحثون والمسؤولون الحكوميون العمل في صوامع، ويفقدون فرصًا مهمة للتآزر في العمل.ه
ناقش المشاركون أهمية استخدام المياه بشكل أكثر استدامة، كما ناقشوا زيادة الاستخدام الأمثل لمياه الري. وتضمنت التوصيات حوافز مباشرة للمزارعين للحفاظ على مياه الري، وتعزيز استخدام حزم الزراعة الدقيقة، وإعادة النظر في المحاصيل كثيفة الاستهلاك للمياه، وتشجيع الجهات الفاعلة في القطاع الخاص على العمل مباشرةً مع المزارعين. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك دعم لإعادة التفكير في الأنماط الغذائية المصرية التي يمكن تعزيزها بزيادة الوعي ودعم السياسات.ه
آسيا الوسطى: الابتكار في ظل عدم اليقين المناخي
لخص المندوبون المشاركون في الحوار المستقل في منطقة آسيا الوسطى إلى أن إنشاء النظم الغذائية التي يريدها الناس ويحتاجونها في دول آسيا الوسطى سيعتمد جزئيًا على كيفية إدارة المياه في ظل عدم اليقين المناخي. وسلط ممثلو الأوساط الأكاديمية والحكومة والمنظمات غير الحكومية الضوء على الحاجة الماسة للابتكار والترويج والاستثمار في التكنولوجيا الذكية لتوفير المياه. كما أشاروا إلى ضرورة رفع وعي الجمهور وأصحاب المصلحة الحكوميين بأهمية الصلة بين المياه والطاقة والغذاء.ه
وحيث يمكن أن تسبب المياه، سواء في صورة الفيضان أو الجفاف، عرقلة كبيرة للنظم الغذائية، تعتبر إدارة مخاطر المياه أمرًا ضروريًا أيضًا. وأبرز المشاركون أهمية تنويع النظم المحصولية، وشجعوا كذلك على زراعة أصناف المحاصيل المقاومة للحرارة والجفاف.ه
الجنوب الأفريقي: مشاركة البيانات، والتكامل، ونماذج التمويل الابتكاري
ذكر المشاركون في حوار الجنوب الأفريقي أن تعزيز تبادل البيانات عبر القطاعات والبلدان يعد أمرًا لا غنى عنه لتحقيق أمن الغذاء والماء والطاقة، وكذا أشاروا إلى أهمية تبني النهج المتكاملة، مُسلطين الضوء على الحاجة إلى نماذج تمويل ابتكارية لدعم الأمن الغذائي والمائي بشكل أفضل.ه
وركز المشاركون أيضًا على جدوى زيادة التنسيق المؤسسي، وبالتحديد التوفيق بين مصالح الجهات المانحة والدولة القومية والمصالح المؤسسية، وكذا أهمية الإرادة السياسية في تمكين التحولات السياسية التي تتجاوز القطاعات المترابطة (المياه والطاقة والغذاء) لتناول سياسات المياه وتغير المناخ والطاقة والمساعدات.ه
الحوار العالمي: توضيح العلاقة بين أنظمة المياه والغذاء
بناءً على الحوارات الوطنية والإقليمية، استكشف الحوار العالمي الروابط بين النظم الغذائية وعلاقاتها بالمجالات الأخرى الأساسية لأهداف التنمية المستدامة، مثل الطاقة والمناخ والبيئة.ه
كشف الحوار عن التحديات المائية الرئيسية التي تهدد النظم الغذائية المحلية والدولية، واستكشف الفرص التي يمكنها أن تجعل النظم الغذائية أكثر استدامة مع حماية واستعادة أنظمة المياه.ه
وفي حديثها أثناء افتتاح الحوار، قالت أغنيس كاليباتا، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى قمة النظم الغذائية، أنه على الرغم من الأهمية الحاسمة للمياه، إلا أنها لا تحظى بالاهتمام الكافي غالبًا، ويجب أن تُعطى أولوية أعلى بكثير مع اقترابنا من القمة، وأضافت: "الماء هو شريان الحياة، ولكنه أحد عناصر النظام الغذائي المسلم بها. والماء أساسي للزراعة وتحقيق السلام والأمن. لذا ينبغي أن تضع المياه نصب عينك عند مشاركتك في هذه المحادثات."ه
بينما يبدو تجاهل قضية المياه في المناقشات المتعلقة بتحويل النظم الغذائية غريبًا، أشارت ورقة بحثية حديثة إلى أن عقد الأمم المتحدة الحالي للعمل من أجل التغذية تحدث عن علاقة للمياه فقط باستخدام المياه المنزلية والصرف الصحي، رغم أن معظم الموارد المائية تُستخدم لإنتاج الغذاء. بالإضافة إلى ذلك، كان عقد الأمم المتحدة للعمل من أجل المياه موجهًا نحو الداخل، ولم ينظر في كيفية تعزيز نتائج التنمية الرئيسية المرتبطة بالمياه، مثل التغذية. وبالمثل، فإن حتى الآن الحلول المقترحة التي تهدف الي تغير الأوضاع إستعداداً لمؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية تتجاهل بشكل شبه كامل أهمية المياه في تحويل النظم الغذائية من الإنتاج إلى الاستهلاك.ه
كانت الحاجة إلى وضع المياه ضمن الأولويات من الموضوعات التي تناولتها كلوديا سادوف، المديرة الإدارية لتسليم البحوث وتأثيرها في المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية. قالت كلوديا "يعتبر مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النظم الغذائية فرصة لن تتكرر لدعم تحول النظم الغذائية، وتحصين المستقبل ضد الصدمات المناخية والجوائح، وجعلها أكثر شمولاً وصحةً، والقضاء على الجوع وحماية صحة كوكبنا. وهكذا، توضح هذه القمة أن العلاقة بين أنظمة المياه والغذاء هي رسالة ينبغي أن نضمن صداها العالي والواضح مع اقترابنا من مؤتمر ما قبل القمة في يوليو، ومؤتمر القمة في سبتمبر".ه
**
ظهر هذا المنشور لأول مرة في برنامج أبحاث المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية بشأن المياه والأراضي والنظم البيئية.ه