١ يوليو ٢٠٢١
بقلم أمبر ليسكي – محلل أول، مجموعة نافنتي المحدودة
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ه
نظرًا لتورط اليمن في حرب أهلية مستمرة منذ عام ٢٠١٥، فإن وضع الأمن الغذائي في البلاد مستمر في التدهور. ووفقًا لخبراء الأمن الغذائي، يعاني حوالي ثلثي السكان من انعدام الأمن الغذائي، ويحتاجون إلى دعم الغذاء وسبل كسب العيش. وفي تحديث أخير حول توقعات الأمن الغذائي لعام ٢٠٢٠ أجرته شبكة الإنذار المبكر بالمجاعة، تم تصنيف معظم البلاد بأنها تعاني من انعدام الأمن الغذائي على مستوى الأزمة (المرحلة الثالثة من التصنيف المرحلي المتكامل)؛ وبدون وجود مساعدات إنسانية، ستهبط العديد من هذه المناطق إلى مستوى الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي. كما تبين أن محافظة تعز تضم أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من حالة انعدام الأمن الغذائي التي تُصنف قي مرحلة الأزمة أو الطوارئ، ويُقدر عددهم بنحو ٦٠٠ ألف شخص.ه
وحتى يتسنى فهم السياق الأوسع للأمن الغذائي على أرض الواقع في اليمن بشكل أفضل، تم إجراء دراسة حالة بإجراء مقابلات منظمة مع ست سيدات يقمن بتحضير الغذاء الأساسي في الأسر الفقيرة [أ] في كل من المناطق الحضرية والريفية في محافظة تعز. وأجريت هذه المقابلات في الفترة من ١٠ إلى ١٦ ديسمبر ٢٠٢٠.ه
المنهجية
تم دمج البيانات النوعية لتشكيل سرد مركب، وتم حساب متوسط البيانات الكمية لكل أسرة. تناولت أسئلة المقابلة النوعية قدرة الأسرة على الوصول إلى الغذاء، وعمليات صنع القرار حول التخطيط للوجبات، وتأثيرات النزاع والنزوح على إمكانية الوصول إلى الغذاء. وعند طرح الأسئلة الكمية، طُلب من المشاركين الإبلاغ بكمية الغذاء الذي يتناولونه يوميًا، وتكلفته حسب الصنف بالريال اليمني للكيلوجرام الواحد. ثم استُخدمت هذه المعلومات لحساب متوسط المتناول الغذائي اليومي بالجرام، والتكلفة الإجمالية لكل مجموعة غذائية. علاوةً على ذلك، تم تحويل الجرام إلى سعرات حرارية باستخدام نفس مضاعفات السعرات الحرارية المستخدمة في الحد الأدنى لسلة الغذاء الذي حددته مجموعة الأمن الغذائي والزراعة لتقدير السعرات الحرارية اليومية للفرد. واستُخدمت البيانات العامة المتاحة من برنامج الأغذية العالمي لحساب معدلات التضخم، ومعدلات الأجور، والتغير في تكلفة السلع الأساسية منذ بداية النزاع.ه
النتائج الرئيسية
واجهت جميع الأسر التي شاركت في المقابلة صعوبة في تناول ثلاث وجبات كاملة كل يوم لجميع أفراد الأسرة، وغالبًا ما يضطر أفراد الأسرة إلى تناول أي بقايا طعام من وجبة الغداء لتناولها في وجبة العشاء، أو تخطي الوجبات تمامًا. وعادةً ما يقوم أفراد الأسرة البالغين بترشيد الطعام حتى يوفرونه للأطفال.ه
تضاءلت خيارات شراء الطعام بالأجل، حيث أصبحت معظم الأسر غير قادرة على سداد الديون.ه
شهر رمضان هو الفترة المؤكدة لحصول الأسر الفقيرة على الطعام، ويرجع ذلك عادةً إلى زيادة العطاء الخيري. ومع ذلك، ينخفض الوصول إلى الطعام بشكل عام مرة أخرى بعد موسم الأعياد وفي أشهر الشتاء بعد نهاية موسم الأمطار، والذي يمتد عادةً من منتصف أبريل إلى أغسطس، عندما ينفد محصول الخريف.ه
أصبحت متطلبات الحياة أكثر تكلفة مع مرور الوقت، فقد ارتفع متوسط معدلات الأجور في جميع أنحاء المحافظة بنسبة ٥٠ إلى ٦٠٪ فقط منذ عام ٢٠١٦، بينما ارتفع معدل التضخم بنسبة ١٢٧٪، مما يعني أن تكلفة المعيشة ارتفعت بمعدل أكبر من قيمة الأجور. وبالإضافة إلى التضخم، غالبًا ما يظل أصحاب الدخل الأساسي دون عمل لأيام أو حتى لأسابيع.ه
ارتفعت أسعار المواد الغذائية بالتزامن مع ارتفاع معدل التضخم، مما يزيد من صعوبة تحمل الأسر تكاليف المواد الغذائية الأساسية. كما تضاعف سعر معظم المواد الغذائية تقريبًا منذ عام ٢٠١٥، بينما تضاعفت تكلفة الأرز حوالي ثلاث مرات.ه
كان متوسط التكلفة التقديرية لغذاء الفرد في اليوم الواحد حوالي ٢٢٣ ريال يمني، أي ما يعادل ٠.٢٥ دولارًا أمريكيًا فقط، بتطبيق سعر صرف موازٍ قدره ٨٨٥ ريالًا يمنيًا/دولارًا أمريكيًا،[ب] وهو ما يمثل جميع المكونات الغذائية وغير الغذائية مثل الغاز المستخدم في الطبخ (شكل رقم ١). وكان معدل السعرات الحرارية المقدرة للفرد في اليوم في المتوسط حوالي ١٣٣٢ سعرة حرارية.ه
شكل رقم
١. متوسط الإنفاق على الوجبة للفرد في اليوم (بالريال اليمني)
المصدر: نافنتي
ملحوظة: إجمالي متوسط نفقات الوجبة اليومية للفرد ٢٢٣ ريال يمني. تم تصنيف القمح والأرز والفول والزيت والسكر والملح وفقًا لتعريف الحد الأدنى لسلة الغذاء، بينما تم تصنيف جميع العناصر الأخرى بشكل منفصل.ه
شكل رقم ٢. حصة النمط الغذائي حسب نوع الغذاء (٪ حسب الوزن بالجرام)
المصدر: نافنتي
ملحوظة: تمثل الحبوب (٦٤٪) الجانب الأكبر من متوسط إجمالي كمية الغذاء التي يستهلكها الفرد يوميًا بالوزن بالجرام. والجدير بالذكر أن الخضراوات تشكل ما يقرب من ثلث التكلفة الإجمالية، في حين أنها لا تمثل سوى ١٠٪ تقريبًا من إجمالي الغذاء المُستهلك.ه
[أ] يُقصد بالأسر الفقيرة هنا أفقر ٢٠% من السكان، وهم من يجدون صعوبة في شراء احتياجاتهم الأساسية، مثل المشتريات الخاصة بالتعليم والصحة هوسبل كسب العيش.ه
[ب] يعكس معدل ٨٨٥ ريال يمني / دولار أمريكي سعر الصرف في السوق الموازية للطبعة الجديدة من الريال اليمني اعتبارًا من ديسمبر الأول ٢٠٢٠ه. يخضع سعر صرف الريال اليمني (الطبعة الجديدة) في السوق الموازية إلى تقلبات مستمرة، ومتطرفة في بعض الأحيان، في القيمة.ه