مقتطفات من مرصد التجارة الزراعية لأفريقيا ٢٠٢١
٢٦ سبتمبر ٢٠٢١
بقلم جوليا كورتز
جوليا كورتز محللة أبحاث بقسم الأسواق والتجارة والمؤسسات بالمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية.ه
تم ترجمة هذه المدونة من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية، وهذا رابط المدونة الأصلية باللغة الانجليزية.ه
تواجه التجارة الزراعية في افريقيا حالة من التقلب المقترنة بكلا من التحديات والفرص متأثرة بالإخلال الواقع علي الأوضاع المعيشية بسبب جائحة كوفيد-١٩ و كذلك اتفاقية التجارة الحرة بالقارة الافريقية الجديدة التي أثرت علي التدفقات الغذائية. و علي الرغم من دخول اتفاقية التجارة الحرة الافريقية حيز التنفيذ، فان بعض المفاوضات المهمة لم تنتهي بعد و يظل مجالها وتأثيرها غير واضح حتي الأن.ه
يختبر مرصد التجارة الزراعية في افريقيا لعام ٢٠٢١ - و الذى تم اطلاقه في ١٠ سبتمبر ٢٠٢١ خلال مؤتمر الثورة الخضراء في افريقيا بنيروبي (بحضور افتراضي) - مدي قدرة الاتفاقية من تعظيم امكانياتها بالإضافة الى تفصيل سياسات التعافى من الجائحة من أجل دعم مرونة سبل المعيشة للمنتجين الزراعيين و التجار الرسميين و غير الرسميين و توفيرالمعرفة و أنظمة البيانات اللازمة للوصول الى هذا الهدف.ه
يقدم المرصد اداه أساسية للحكومات والصناعة والسياسات الأسترشادية و الاستثمارات لأصحاب المصالح الدوليين للمساعدة من اجل تحقيق الأهداف الشاملة لبرنامج التنمية الزراعية في أفريقيا بالإضافة الى أهداف اعلان مالابو والتي تضم مضاعفة قيمة التجارة الزراعية البينية في أفريقيا ثلاث مرات قبل علم ٢٠٢٥.ه
يغطى التقرير السنوي: التجارة بين أفريقيا والأسواق العالمية و فصل خاص تحت عنوان ( تسليط الضوء على تأثيرات كوفيد- ٢٠٢١،١٩) و تنافسية قطاعات محددة في السوق الأفريقي (مثل المنتجات الحيوانية في ٢٠٢١) و تناوب منطقة التركيز (تحالف دول المغرب العربي بشمال أفريقيا في ٢٠٢١) وايضا فصل سنوي مخصص لمظاهر التجارة البينية في أفريقيا. ان توسع التجارة البينية في أفريقيا يعد هدفا رئيسياً لقارة أفريقيا ويحمل عام ٢٠٢١ توقعات كبيرة نتيجة لتطبيق اتفاقية التجارة الحرة بالقارة الافريقية و التي دخلت حيز التنفيذ في ١ يناير من هذا العام.ه
بينما توجه الاتفاقية أفريقيا الى الاتجاه الصحيح، يوضح التقرير ان المزيد من التنسيق مطلوب من اجل ان ترى القارة الفوائد الكاملة لمنطقة التجارة الحرة الجديدة. بالتحديد:البلدان عليها خلق حالة من التناغم بين الإجراءات المتعلقة بالتجارة غير الجمركية والتي بدورها تقوم بإخماد التدفق التجاري البيني في أفريقيا بالإضافة الى وضع العراقيل امام المنتجين والمتاجرين على حد سواء مما يجعلها اكثر تكلفة مقارنة بالجمارك. يشمل ذألك إجراءات جمركية غير فعالة و لوائح سلامة غذائية غير منسقة متعلقة بالصحة والصحة النباتية بالاضافة الى بعض العراقيل الفنية الأخرى.ه
مزج هذه التدابير يجب ان يكون أولوية في مفاوضات منطقة التجارة الحرة الأفريقية الجارية وبدون ذلك سيظل التدفق التجاري محليا بشكل كبير (فقط بين المجتمعات الاقتصادية الإقليمية في القارة) وسوف تعاني القارة الأفريقية حتي تحقق امكانات التجارة البينية لديها. على مستوى السوق العالمي، تحافظ قارة أفريقيا على ميزة تنافسية في قطاع الزراعة في عدد قليل من المنتجات المتخصصة خاصة المنتجات الخام او المنتجات التي حصلت على الحد الأدنى من التصنيع. و بالرغم من ذلك فان التجارة التبادلية داخل القارة في المنتجات المصنعة ومنتجات القيمة المضافة نمت بشكل أسرع من المنتجات الزراعية الأخرى ومن ثم فان تحسين التنسيق التجاري البيني في القارة سوف يقدم أيضا فرصة لبناء سلاسل التوريد الإقليمية الأفريقية وتلبية الطلب المحلي.ه
بشكل عام، فان التأثير الصحي لجائحة كوفيد-١٩ على القارة الأفريقية كان اقل حدة من معظم مناطق العالم الأخرى ومع ذلك فان الدول الافريقية عانت من نتائج اقتصادية أليمة. و علي الرغم من اختلاف هذا التأثير حسب المنطقة او القطاع، ازداد الفقر بشكل عام نتيجة للجائحة حيث يقدر بأن ٢٥٠ مليون إفريقي معرضين لانعدام الامن الغذائي في ٢٠٢٠ فان أكثر من نصف سكان القارة لا يستطيعون تحمل تكلفة نظام غذائي "كافٍ العناصر الغذائية". يقدم مرصد التجارة الزراعية لعام ٢٠٢١ نظرة ثاقبة على الطرق التي يمكن من خلالها لقارة أفريقيا تعزيز المرونة في مواجهة الصدمات المستقبلية.ه
التقرير يوضح ان دول في أفريقيا وغيرها من الدول حول العالم وضعت الدروس المستفادة من أزمة الغذاء العالمية عام ٢٠٠٨ حيز التنفيذ عن طريق تقليل القيود على تصدير الغذاء في عام ٢٠٢٠ وهذا بالرغم من القلق الأولي من نقص امدادات الغذاء العالمية حيث كان ذلك أساسياً للحفاظ على استقرار الأسعار وإمكانية الوصول للغذاء. ومع ذلك فان الاقتصادات الافريقية الأقل تنوعاً و التي تعتمد بشكل كبير على تصدير البترول والسياحة والتحويلات النقدية او أي من القطاعات الأخرى قد تعرضت لضربة قوية بسبب الجائحة وعانت من صعوبات اقتصادية شديدة.ه
و على المدى الطويل ، بناء اقتصادات متنوعة يمكن ان يساعد على امتصاص هذه الصدمات. ولكن تقرير مرصد التجارة البينية الافريقية يقترح أيضا حلولا قصيرة الأمد. على سبيل المثال فان غلق الحدود قد أثر على المنتجين والتجار بشكل كبير. بينما زادت الدول من الإجراءات الصحية عبر الحدود – و هو أمر مفهوم – كان من الممكن أن تدمج الضوابط عبر الحدود احتياجات التجار بشكل أفضل: كان من الممكن أن توفر المعابر الحدودية أماكن إقامة أكثر ملاءمة لكل من التجار الرسميين وغير الرسميين الذين ينقلون كميات صغيرة من البضائع. ان توفير سبل المعيشة لصغار التجار يعد أساسياً للعديد من الاسر حول القارة. بالإضافة الى ذلك فان فرض حظر التجول على الحدود قيودًا شديدة على النقل الليلي الذي يتم ممارستة بشكل شائع لمنع تلف الأطعمة القابلة للتلف.ه
و أخيرا، ان تقرير المرصد لعام ٢٠٢١ يؤكد على أهمية دمج التجارة الحدودية غير الرسمية داخل القطاع الرسمي. يفتقد صانعي القرار الصورة الواضحة عن التجارة غير الرسمية مما يجعل الاستهداف بالسياسات والحوافز المناسبة أكثر صعوبة. تساعد معالجة التقرير الإحصائية لبيانات التجارة العالمية علي التقاط بعض من المعاملات التجارية غير المحصورة بالقارة ولكن لا تزال هناك فجوة كبيرة في البيانات. ه
يقدم الفصل المخصص للمنتجات الحيوانية الافريقية في التقرير عوالم موازية – رسمي وغير رسمي- لتجارة المنتجات الحيوانية، مع حصول التجار الرسميين على جزء فقط من التجارة البينية الافريقية في الحيوانات والمنتجات الحيوانية. اوغندا -أحد أكبر المصدرين داخل القارة للمنتجات الغذائية الزراعية- تقدر التجارة غير الرسمية ب ١٥٪-٢٥٪ من حجم الصادرات الرسمية للدول الخمسة الجارة لأوغندا. دمج التجار غير الرسميين داخل النظام الرسمي يتطلب تبسيط الإجراءات الجمركية وتقليل الحواجز الجمركية وغير الجمركية والتأكد من توفير الامن والعدالة لعدد كبير من النساء العاملات في التجارة غير الرسمية بالإضافة الى تطوير نظام لقياس حجم التجارة غير الرسمية يشمل جميع انحاء القارة. "البيانات عالية الجودة شيء أساسي لفهم البيئة التجارية الحالية ومقارنة تأثير السياسات المختلفة بالإضافة الى تحديد حلول أفضل" قال المدير العام للمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية يوهان سوينين للحضور بالمؤتمر.ه
في المستقبل، يأمل المرصد ان يصدر تقرير عن ظهور تجارة متكاملة للغذاء والمنتجات الزراعية في القارة تحت مظلة منطقة التجارة الحرة الأفريقية. ان موسمية قارة أفريقيا وموقعها المتميز يوفر الإمكانيات لدعم تدفق وتبادل البضائع مما يؤدى الى نظام غذائي صحي طوال العام وسبل عيش يمكن الاعتماد عليها لصغار المنتجين والتجار وتجارة مزدهرة تستثمر في سلاسل غذاء محلية للمنتجات الافريقية ذات القيمة المضافة بالإضافة الى سياسات تجارية واسعة الانتشار لتعزيز المرونة حتى اثناء الصدمات مثل الجائحة. لم نصل لأهدافنا حتى الان، ومع ذلك فان اتجاهات التجارة البينية الواعدة بالإضافة الى الفرص التي توفرها منطقة التجارة الحرة الأفريقية تعد خطوات أساسية في الاتجاه الصحيح.ه