.كتابة: هدى الانبابى و دانيال اوجيليجان و نورين كاراشيوالا و يمنى قاسم و سيكاندرا كوردى
اصبحت التحويلات النقدية احد اكثر الطرق انتشارا للحد من الفقر فى الدول ذات الدخل المنخفض، كما ان برامج التحويلات النقدية بالفعل اخذت خطوات كبيرة فى سبيل تحقيق ذالك. مؤخرا اتجه الاهتمام الى تصميم هذه البرامج و بشكل خاص من اجل استهداف المرأه بشكل مباشر بالاضافة لتأثير هذه البرامج فيما وراء مصروفات الأسرة. ان الدافع وراء استهداف المرأة بهذه التحويلات النقدية هو فرضية ان برامج التحويلات النقدية الموجهة مباشرة للمرأة سوف تعطيها القدرة على تحديد كيفية انفاق التحويلات و تحقيق نتائج مفضلة او مختلفة. كما كشفت دراسة سابقة ان النساء تميل الى الانفاق اكثر على الاطفال و ان برامج التحويلات النقدية للمرأة قد ادت الى زيادة الانفاق على تغذية و تعليم الأطفال.
على الرغم من ذالك فانه ليس من الواضح ما اذا كانت هذه الزيادة فى الانفاق على الاطفال ناتجة عن حصول الاسرة بشكل عام على تحويلات نقدية ام هو ناتج عن حصول المرأة خاصة على هذه التحويلات. فانه باعادة النظر على احد الابحاث عن التحويلات النقدية و قدرة المرأة على صنع القرار فى دول مختلفة وجدنا ان الزيادة القدرة على صنع القرار حدثت فقط فى ٥ دول من اصل ١٦ دولة شملتهم الدراسة هذا الاكتشاف يثير التسؤلات حول ما اذا كان استهداف المرأه بشكل خاص هو ذو اهمية كبير كما تفترض الحكمة التقليدية.
فى هذا البحث الجديد من مصر، نقوم باختبار دور المعايير الجندرية فى توليد هذه النتائج المختلطة باستخدام الاساليب الكمية و النوعية. يكشف البحث عن الصورة المعقدة التى من خلالها خفضت برامج التحويلات النقدية الموجهة للمرأة من القدرة على اتخاذ القرار لدى بعض النساء، جزئيا بسبب بقاء المعايير الجندرية. مع ذالك تبلغ النساء ايضا بجودة التجربة مع التحويلات النقدية بالاضافة الى الى السلوك الايجابى و تدعيم الاحساس بالقيمة الشخصية المرتبط بشكل محدد بالتجويلات الموجهة للمرأة.
ان استطلاعات الرأى الكمية لا تستطيع دائما ان تحدد بدقة ماذا تعنى القدرة على اتخاذ القرار لذالك فاننا ندمج النتائج الكمية مع استطلاعات الرأى النوعية من اجل ان نفهم الفروق الدقيقة فى فهم الرجال و النساء لصنع القرار.
فى هذة الورقة نأخذ نظرة عن قرب على تأثير برنامج تكافل و كرامة للتحويلات النقدية فى مصرعلى قدرة المرأة على صناعة القرار داخل الاسرة. يقدم البرنامج تحويلات نقدية مباشرة للنساء. هذه التحويلات تغطى تقريبا ١٧٪ من انفاق الأسرة و الذى يمثل تدفق كبير فى الدخل على الاسر ان تقرر كيفية انفاقه.
لقد قمنا بقياس القدرة على صنع القرار عن طريق سؤال النساء عن ما اذا كان بمقدورهم اتخاذ قرارات متعلقة بالانفاق على اصعدة مختلفة. قد يشمل ذالك المصروفات الاساسية و الفرعية للاسرة و مصروفات التعليم و شراء الملابس لانفسهم و الطعام بالاضافة الى مصروفات الرعاية الصحية. تجمع النتائج الرئيسية التى توصلنا اليها كل هذه الاصعدة فى وحدة قياس واحدة للسيطرة على صناعة القرار عن طريق مقارنة المنتفعين من برنامج تكافل و كرامة لاسر مماثلة من غير الحاصلين على التحويلات باستخدام طريقة تقييم تسمى انحسار الانقطاع.
لقد وجدنا انه فى المتوسط للعينة الكاملة ليس لدى برنامج تكافل و كرامة تأثير على المؤشر الكلى لسيطرة المرأة على صناعة القرار. ثم قمنا بتقسيم العينة الى مجموعتين، النساء الذىن حصلوا على التعليم و النساء غير المتعلمين و قمنا بعمل التحليل بشكل منفصل للمجموعتين. لقد وجدنا انه لا تأثير لبرنامج تكافل و كرامة على قدرة المرأة على صناعة القرار فى المجموعة الاولى و على الجانب الاخر فان البرنامج قد قلل من سيطرة المرأة على صناعة القرار. هذه المجموعة هم اكبر عمرا فى المتوسط كما انهم اشاعوا معايير جندربة اكثر تقليدية وبالتالى فمن المحتمل ان هذه المجموعة لديها قدرة اضعف على التفاوض داخل الاسرة.
بعد اجراء التحليل الكمى قمنا بعمل استطلاعات رأى نوعية مع بعض النساء والرجال من داخل العينة المستخدمة ومن كل من الاسر التى حصلت على التحويلات و الاخرى التى لم تحصل عليها. خلال هذا التمرين وجدنا ثيمة مسيطرة: حتى اذا شاركت المرأة فى صناعة القرار داخل الأسرة يظل العديد من النساء يعتقدن ان الرجل يجب ان يُرى كصانع القرار الاول و الاساسى فى الاسرة. قالت احدى المشاركات فى استطلاع الرأى:
"اذا اردت شراء شىء غالى الثمن سوف اخبره و هو يقول انه لا مشكلة فى ذالك. ولكن يجب ان اخبره. لن يرفض طلبى و لكن يجب ان يحافظ الرجل على صورته فى المنزل و امام اطفاله. يجب ان اُظهر الاحترام له امام الاطفال. انا اعطيهم مصروف الجيب و لكن اخبرهم ان والدهم هو من حصل على المال".
كشف استطلاع الرأى ان تدخل الرجل فى صناعة القرار هو شىء مقبول بشكل كبير كمعيار ثقافى و ان التحويلات النقدية يتم التعامل معها كمورد اخر للاسرة بدلا من ان تديره المرأه بشكل منفرد. اظهرت ايضا المقابلات انه عن طريق زيادة الاموال المتاحة للاسرة تمكن برنامج تكافل و كرامة من زيادة عدد القرارات التى يجب اتخاذها كما خلق فرص جديدة للرجال للتدخل فى كيفية انفاق المال. هذه النتائج تاتى متوافقة مع الدلائل الكمية التالية: بين المستفيدين من البرنامج بدون تعليم رسمى،اصبح الرجال اكثر تدخلا فة صناعة القرارات الاسرية.
أظهرت ايضا المقابلات انه فى العديد من المجتمعات المشمولة بالبرنامج يتم تثبيط النساء من العمل خارج الاسرة عدا فى حالة الضرورة القسوى. يشرح هذا المعيار الجندرى لماذا وجدت التحليلات الكمية النساء الاتى يحصلون على التحويلات لديهم احتمالات اقل للعمل خارج الاسرة. عدم العمل خارج الاسرة وجد ايضا فى سياقات لتقليل تأثير المرأة على صناعة القرار داخل الاسرة.
بينما تقترح النتائج ان التحويلات نزعت تمكين المرأة بطرق مهمة، كشفت المقابلات ان العديد من النساء سعداء بالبرنامج خصوصا بسبب قدرتها على تقليل الضغوط الناتجة عن الدخل المحدود. اشارت النساء ايضا الى فوائد التحويلات على نظرة النساء لانفسهم و التى لايمكن قياسها عن طريق المعلومات الكمية وحدها، قالت احدى السيدات" انها جيدة بهذه الطريقة (تقصد التحويلات الموجهة للنساء)... تهتم الدولة لامرى و هذا اعطانى احساس بالكرامة".
يسلط البحث الضوء على الحاجة لوضع السياق فى الحسبان عند تصميم برامج التحويلات النقدية. بينما ليس من الممكن من خلال الدراسة معرفة ما كان من الممكن ان يحدث اذا تم اعطاء التحويلات للرجال بدلا من النساء. ان استهداف النساء بهذا البرنامج لم يحدث المكاسب المتوقعة لقدرة المرأة على اتخاذ القرار فى حالة برنامج تكافل و كرامة. و لكن كان للنساء نظرة ايجابية لاعطاء التحويلات لهم. تقترح النتائج ان البرنامج شهد نجاح بطرق مختلفة كما انه على صناع القرار المتدخلين فى تصميم هذه البرامج فى سياقات مختلفة المصادقة على افتراضات التصميم كما ان عليهم تحديد الاهداف بحذر و على اعتبار السياق الثقافى.
هدى الانبابى هى طالبة دكتوراه بجامعة لانكيستر بالمملكة المتحدة، دانيال اوجيليجان هو نائب مدير قسم الفقرو الصحة و التغذية بالمعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية، نورين كاراشيوالا زميل ابحاث بالمعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية، يمنى قاسم زميلة ابحاث مشاركة بالمعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية، سيكاندرا كوردى زميلة ابحاث بالمعهد الدولى لبحوث السياسات الغذائية.
تمت ترجمة هذا المقال من اللغة الانجليزية، رابط المقال الاصلى