نتيجة الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية في غزة
بقلم روب فوس وسونهو كيم
تتسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة ضد حماس في أضرار جانبية ضخمة لسبل كسب العيش الزراعية والإمدادات الغذائية في قطاع غزة، وبالفعل تضرر أكثر من ثلث الأراضي الزراعية في غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهذا وفقًا لتحليل يستند إلى صور الأقمار الصناعية التي أجراها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.
يقارن التحليل كثافة وصحة الغطاء النباتي والمحاصيل خلال المواسم الزراعية الستة الماضية، باستخدام طريقة تعرف باسم تحليل الدليل التفاضلي المنمط للنبات بالإضافة إلى تصنيف متعدد الفترات الزمنية لتحديد التغييرات الملحوظة التي تحدث في المناطق الزراعية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول. يقارن الشكل رقم (1)[1] الوضع في أوائل يناير/ كانون الثاني 2024 بالوضع بعد فترة قصيرة من بدء الحرب، ويحدد الشكل المناطق المتضررة باللون الأحمر.
الأراضي الزراعية المتضررة في قطاع غزة – يناير/ كانون الثاني 2024
في البداية، كانت الأراضي الزراعية في شمال غزة هي الأكثر تضررًا، ولكن مع تكثيف الهجمات على غزة، تعرضت المناطق المحيطة بالمدينة ومحافظة دير البلح في وسط غزة أيضًا لأضرار جسيمة (شكل رقم 2). وبحلول أوائل يناير/ كانون الثاني لم يعد أكثر من نصف الأراضي الزراعية وفي دير البلح صالحًا للزراعة. واتجاهًا إلى الجنوب تحديدًا في خان يونس، وهي منطقة تبلغ مساحتها 55.6 كيلومترًا مربعًا من إجمالي مساحة الأراضي الزراعي المنتجة في غزة البالغة 178 كيلومترًا مربعًا، كانت الأضرار محدودة نسبيًا في البداية - ولكن بحلول أوائل يناير/كانون الثاني، تضرر ما يزيد عن خمس تلك الأراضي.
المخطط البياني: سونهو كيم وروب فوس. المصدر: مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية ومنظمة الأغذية والزراعة. احصل على البيانات. المضمنة. تنزيل الصورة. تنزيل ملف PDF. تنزيل SVG
قبل النزاع، كانت 53 في المائة من الأراضي الزراعية في غزة مخصصة لزراعة الفواكه والخضروات، بما في ذلك زراعة أشجار الزيتون والحمضيات. وإلى جانب الأضرار التي لحقت بالأراضي الزراعية، تم أيضًا تدمير أكثر من خمس الدفيئات الزراعية في غزة وثلث البنية التحتية للري، مع نزوح معظم السكان. ونتيجةً لذلك، لم تعد غزة قادرة على إنتاج الخضار والفواكه. أما عن إنتاج القمح، وهو المحصول الحقلي الرئيسي في غزة، تتركز غالبية مناطق زراعته في شمال غزة وخان يونس، وبالتالي تضرر إنتاج القمح تضررًا جسيمًا.
يؤدي هذا الضرر واسع النطاق الذي لحق بالزراعة إلى تقييد الإمدادات الغذائية في قطاع غزة بشدة. وقبل النزاع، كان مصدر حوالي 44 في المائة من استهلاك الأسرة من الغذاء هو المنتجون المحليون، وفقًا لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني، في حين أن النسبة المتبقية (56 في المائة) اعتمدت على واردات السلع الزراعية، التي توقفت بسبب النزاع. وما زاد الأمر سوءًا هو أن المنتجات الزراعية كانت تشكل أكثر من 50 في المائة من صادرات الأراضي المحتلة.
إضافةً إلى ما سبق، أدى انخفاض الإمدادات الغذائية المحلية، وتوقف الاستيراد، إلى جانب ارتفاع تكاليف النقل والوقود والمياه، إلى تضخم كبير في أسعار المواد الغذائية (شكل رقم 3). على سبيل المثال، ارتفع سعر دقيق القمح أكثر من عشرة أضعاف ومتوسط سعر الخضار أربعة أضعاف تقريبًا بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ويناير/ كانون الثاني 2024، وفقًا لتقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني الأخيرة (شكل رقم 3). وارتفعت كذلك أسعار جميع الضروريات الأساسية الأخرى بشكلٍ حاد، مما أدى إلى تفاقم الوضع السيئ للغاية بالفعل حيث يواجه جميع سكان غزة
تقريبًا انعدام الأمن الغذائي الحاد ويعتمدون على المساعدات الغذائية غير الكافية بشكلٍ ضخم.
المخطط البياني: سونهو كيم وروب فوس. المصدر: مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية ومنظمة الأغذية والزراعة. احصل على البيانات. المضمنة. تنزيل الصورة. تنزيل ملف PDF. تنزيل SVG
لن يكون من السهل إصلاح الأضرار واسعة النطاق التي لحقت بالأراضي الزراعية، والأشجار، والدفيئات الزراعية، وغير ذلك من البنية الأساسية للإنتاج؛ وبالتالي، فمن المرجح أن يستغرق الأمر سنوات عدة لاستعادة القدرة المحلية على إنتاج الغذاء واستعادة سبل كسب العيش التي تعتمد على الزراعة بمجرد انتهاء الأعمال العدائية.
روب فوس هو مدير وحدة الأسواق والتجارة والمؤسسات في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية. وسوهو كيم هو مدير أول البيانات في وحدة الأسواق والتجارة والمؤسسات. الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلفين.
- توضح الخرائط التغيرات التي رصدتها الأقمار الصناعية في المناطق الزراعية في قطاع غزة نتيجة لتدهور صحة وكثافة المحاصيل جراء الصراع المستمر. واستنادًا إلى الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية للمنطقة بين يناير/ كانون الثاني 2018 و2024، أجرى مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية تحليلاً للدليل التفاضلي المنمط للنبات وتصنيف متعدد الفترات الزمنية لتحديد التغييرات الملحوظة التي تحدث في المناطق الزراعية خلال هذا الإطار الزمني. ومن خلال هذه المنهجية، تم تقييم الأضرار في صورة تدهور كبير في صحة وكثافة المحاصيل في يناير/ كانون الثاني 2024، مقارنةً بالمواسم الستة السابقة.